كانت أخلاق العرب قبل الإسلام تتسم بتنوع كبير، فكما فيهم رذائل أخلاق تنكرها الفطرة السليمة، تحلوا أيضا بسجايا وشمائل طيبة، ومن أهم هذه الأخلاق الحسنة ما يلي:
-
الكرم: كان الكرم من أهم صفات العرب في الجاهلية، وكانوا يمدحون من يتصف به، ويلقبونه بـ "الكريم" و "المنيب"، وكانوا يتباهون به في مجالسهم وقصائدهم، وكانوا يكرمون الضيف ويحسنون إليه، حتى لو كان من عدوهم، وكانوا يفخرون بكرم آبائهم وأجدادهم.
-
الوفاء بالعهد: كان الوفاء بالعهد من أهم الأخلاق التي تميز بها العرب في الجاهلية، وكانوا يحرصون على الوفاء بعهدهم حتى لو كان مع عدوهم، وكانوا ينظرون إلى الوفاء بالعهد على أنه من أهم الصفات التي تدل على المروءة والشهامة.
-
الشجاعة: كانت الشجاعة من أهم الصفات التي تميز بها العرب في الجاهلية، وكانوا يمدحون من يتصف بها، ويلقبونه بـ "البطل" و "المقدام"، وكانوا يتباهون بها في مجالسهم وقصائدهم، وكانوا يحرصون على الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وحمايتهم.
-
الحلم: كان الحلم من الصفات التي تميز بها العرب في الجاهلية، وكانوا يمدحون من يتصف به، ويلقبونه بـ "الحليم" و "الرزين"، وكانوا يحرصون على التحكم في أعصابهم وعدم الانفعال بسرعة، وكانوا ينظرون إلى الحلم على أنه من أهم الصفات التي تدل على العقل والحكمة.
-
الفصاحة والبلاغة: كان العرب في الجاهلية يتمتعون بفصاحة اللسان وبلاغة القول، وكانوا يحرصون على استخدام اللغة العربية الفصحى في كلامهم، وكانوا يتباهون بفصاحتهم في مجالسهم وقصائدهم، وكانوا ينظرون إلى الفصاحة والبلاغة على أنها من أهم الصفات التي تدل على الرقي والحضارة.
وغيرها من الأخلاق الحسنة التي تحلى بها العرب في الجاهلية، والتي تدل على أن العرب كانوا أصحاب أخلاق عالية وقيما إنسانية طيبة، وإن كان فيهم بعض الرذائل التي نشأت بسبب الجهل والظلم الذي كانوا يعيشون فيه.
ولقد حرص الإسلام على ترسيخ هذه الأخلاق الحسنة وتعظيمها، وحث المسلمين على التحلي بها، فقد قال الله تعالى: "وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ مَا تَدْعُونَ" (النحل: 84)، وقال تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم: 4).
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين في التحلي بالأخلاق الحسنة، فكان كريماً ورحيماً وحليماً وفصيحاً، وكان يحث أصحابه على التحلي بهذه الأخلاق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
