سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم بسبب ذكر اسم العنكبوت فيها في الآية الرابعة منها، حيث قال الله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".
ويشير هذا التشبيه إلى أن عبادة غير الله تعالى مثل بناء بيت العنكبوت، فهو بيت هش لا يحمي من الريح ولا المطر، ولا يصلح للسكن. كما أن عبادة غير الله تعالى لا تنفع صاحبها في الدنيا ولا في الآخرة، بل هي سبب هلاكه وخسرانه.
وهذا التشبيه له دلالات عديدة، منها:
- ضعف عبادة غير الله تعالى: فالعنكبوت حشرة ضعيفة، وبيت العنكبوت ضعيف كذلك. وهكذا فإن عبادة غير الله تعالى لا تنفع صاحبها ولا تحميه من شرور الدنيا ولا من عذاب الآخرة.
- عدم نفع عبادة غير الله تعالى: فالعنكبوت لا يستفيد من بيته في شيء، بل إن بيته قد يكون سببا في موته، فكذلك عبادة غير الله تعالى لا تنفع صاحبها ولا تحميه من شرور الدنيا ولا من عذاب الآخرة.
- خطورة عبادة غير الله تعالى: فالعنكبوت قد يقتل بسبب بيته، فكذلك عبادة غير الله تعالى قد تؤدي إلى هلاك صاحبها وخسرانه.
وبناءً على ما سبق، فإن سبب تسمية سورة العنكبوت بهذا الاسم هو ذكر اسم العنكبوت فيها في الآية الرابعة منها، حيث ضرب الله تعالى مثلا للأصنام المنحوتة والآلهة المزعومة بالعنكبوت، ليبين ضعفها وعدم نفعها، وخطر عبادتها على العباد.