التفسير الموسع لعبارة "اختبر الله من قبلنا من الأمم بأنواع الابتلاء"
يشير هذا العبارة إلى أن الله تعالى يختبر عباده الأمم بأنواع الابتلاء، سواء كانت ابتلاءات مادية أو معنوية، وذلك لحكمة بالغة.
أنواع الابتلاء
يمكن تقسيم الابتلاءات إلى قسمين رئيسيين:
- الابتلاءات المادية: وهي الابتلاءات التي تصيب الإنسان في بدنه أو ماله أو أهله أو ولده أو غير ذلك من أمور الدنيا.
- الابتلاءات المعنوية: وهي الابتلاءات التي تصيب الإنسان في قلبه أو روحه أو عقله.
حكمة الابتلاء
للابتلاء حكمة بالغة، منها:
- اختبار إيمان الإنسان: فالابتلاء يكشف عن حقيقة إيمان الإنسان، هل هو صادق أم كاذب؟
- تقويم الإنسان وتربيته: فالابتلاء يقوي إيمان الإنسان ويزيده صبرًا وثباتًا.
- تذكير الإنسان بنعم الله عليه: فالابتلاء يُشعر الإنسان بنعم الله عليه، ويجعله يحمد الله ويشكر فضله.
- تطهير الإنسان من الذنوب: فالابتلاء يكفر الذنوب ويرفع الدرجات.
أمثلة على الابتلاء
من الأمثلة على الابتلاءات المادية:
- المرض والفقر والموت
- الزلازل والفيضانات والحرائق
- الظلم والاستبداد
ومن الأمثلة على الابتلاءات المعنوية:
- الشك والفتنة
- الغرور والكبرياء
- حب الدنيا والتعلق بها
موقف المؤمن من الابتلاء
على المؤمن أن يصبر على الابتلاء ويتحمله، وأن يحسن الظن بالله، وأن يعلم أن الله تعالى لا يبتليه إلا لحكمة، وأن وراء كل ابتلاء راحة وخير.
أقوال السلف الصالح في الابتلاء
- قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن الله ليبتلى عبده بما يحب، ليرفعه به".
- قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما أنعم الله على عبد نعمة إلا ابتلاه بها، لينظر شكره".
- قال الحسن البصري رحمه الله: "الابتلاء سنة الله في عباده، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
الخاتمة
ختامًا، فإن الابتلاء سنة الله في عباده، وهو أمر ضروري لاختبار إيمان الإنسان وتقويمه وتربيته. وعلى المؤمن أن يصبر على الابتلاء ويحسن الظن بالله، وأن يعلم أن وراء كل ابتلاء راحة وخير.