الجواب:
الصوم هو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة الجنسية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو عبادة فرضت على المسلمين في شهر رمضان، كما أنه مندوب في غيره من الأوقات.
الصيام التطوع هو صيام غير رمضان، وهو ما يصومه المسلم تطوعاً لله تعالى دون أن يكون واجباً عليه.
حكم من أفطر في صيام النفل
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من أفطر في صيام النفل لا يجب عليه القضاء، وذلك لعدة أسباب:
- أن صيام النفل غير واجب، وإنما هو مندوب، فلا يلزم من تركه قضاء.
- أن صيام النفل لا يرتبط بزمن معين، وإنما يمكن أن يصوم المسلم ما شاء من الأيام، ولا يلزمه إتمامه.
- أن صيام النفل يجوز للمسلم أن يفطر فيه لعذر أو بغير عذر، فلا يلزمه القضاء إذا أفطر لعذر، ولا يلزمه القضاء إذا أفطر بغير عذر.
الدليل على ذلك
وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على جواز الإفطار في صيام النفل، منها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام تطوعاً فليصم ما شاء". رواه أبو داود.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إذا صام الرجل تطوعاً ثم شاء أن يقطعه قطعه، وإذا دخل في صلاة تطوعاً ثم شاء أن يقطعها قطعها". رواه البخاري ومسلم.
الاستثناء
ذهب الحنابلة إلى أن من أفطر في صيام النفل بنية القضاء، فإنه يجب عليه القضاء، وذلك بناءً على حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه أحمد: "من صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنه لا يقبل منه حتى يصوم".
ولكن هذا القول هو خلاف الجمهور، ولا دليل عليه سوى هذا الحديث الذي فيه ضعف، كما أن القاعدة العامة هي أن صيام النفل لا يجب فيه قضاء.
الخلاصة
بناءً على ما سبق، فإن من أفطر في صيام النفل لا يجب عليه القضاء، وذلك لعموم الأدلة ولأن صيام النفل غير واجب.