الذكاء الاجتماعي هو مجموعةٌ من المهارات التي تجتمع مع بعضها البعض، لتجعل الفرد قادراً على الارتباط مع الآخرين ، ولديه القدرة على التواصل معهم بفعاليةٍ عاليةٍ ؛ فعندما يكون الإنسان قادراً على فهم عقله وذاته ، ويحاول التعايش معها فهو بذلك يملك قدرةً كبيرة ، أمّا إن كان قادراً على التعايش ، والتواصل مع الآخرين ، والتعامل معهم بنجاحٍ في وقتٍ واحدٍ ، فهو بذلك يمتلك قدرةً أكبر منه، وهي تُعبر عن ذكاءٍ صادرٍ منه ، وهي علامةٌ من علامات العبقرية ؛ وذلك لأنّ الأذكياء اجتماعياً يستخدمون كافة ما لديهم من طاقاتٍ كامنة ، وإمكانياتٍ كبيرة ، جسدية وعقلية للتواصل مع الآخرين ، ومحاولة قراءة أفكارهم ، ومساندتهم ، وتشجيعهم على النجاح ، والإبداع في حياتهم ، وتكوين صداقاتٍ جديدة ، وزيادة حلقة الصداقة مع الآخرين ، والمحافظة عليها.
- طرق اكتساب وتنمية الذكاء الاجتماعي
الذكاء الاجتماعي هو مهارة كباقي المهارات الأخرى يُمكن اكتسابه ، وتعلّمه ، وإتقانه من خلال التدريب والممارسة ، وذلك باتباع بعضٍ من نصائح الخبراء والباحثين في هذا المجال ، ومن هذه النصائح الآتي :
- عدم التعجّل في مُحاسبة الآخرين
على ما قَد يصدر منهم من أخطاء أو هفوات ؛ فالإنسان كائنٌ حساسٌ ، عاطفيٌّ بطبعه ، يتأثر بأقلّ الكلمات ؛ فانتقاد الشخص ، أو لومه قد يكون بمثابة شرارةٍ خطيرةٍ من شأنها تدمير صاحبها ، ومن شأنها أن تحرق عاطفته.
2. إظهار الاهتمام بالآخرين
هذه قاعدة من أهمّ قواعد كسب محبّة الآخرين ، وثقتهم ، وهي كفيلةٌ بأن تؤدّي إلى نتائج عظيمةٍ ينالُ منها الشخص ما يسعى إليه ، وتكون سبباً في تَحقيق أهدافه ؛ فالإنسان يستطيع أن يكسب اهتمام ومحبة أبرز النّاس ، وأرفعهم قدراً إذا أبدى الاهتمام والعناية بهم.
3. جعل الآخرين الذين يقابلهم يحبونه
وذلك بإظهار محبة الشخص لهم وتقديرهم لذاتهم ؛ فكلّ إنسانٍ لديه ما يُميّزه عن الآخرين ولديه جوانب مشرقة في شخصيّته تجعله فريداً في نظرته لذاتهِ وتُشعرهُ بأفضليته ، ولذلك على من أراد كسب ودّ الآخرين والتحلي بالذّكاء الاجتماعي أن يُظهر لهم مدى تقديره للصفات التي يتميزون بها. يقول إيمرسون : (كلّ إنسانٍ أقابلهُ أفضل منّي في ناحيةٍ واحدةٍ على الأقل ، وفي هذه النّاحية يمكنني أن أتعلّم منهُ).
البعد عن العبارات التي تُبيّنُ الاستخفاف بذكاء الآخرين
وبقدراتهم العقليّة والثّقافيّة ، وتوحي بالغرور والتكبّر ؛ كأن يقول الشخص أثناء الحوار : (سأبرهن على كذا وكذا) فمثل هذه العبارات تعني : (أنا أذكى منك) وبالتالي فإنّ الشخص الآخر ستكون لديه ردّة فعلٍ عكسية ، فهذا تحدٍّ صريح من المتحدّث يثير العداء ، ويدفع الطرف الآخر للهجوم في المحادثة قبل البدء فيها، فعلى الشخص المحاور والذي يتميّز بالذّكاء الاجتماعي أن يتحدث بلباقةٍ وكياسةٍ مطلقةٍ ، كأن يقول مثلاً : أنا لي رأيٌ آخر في هذه المسألة ، وقد أكون مخطئاً فقول الشخص (قد أكون مخطئاً) يمنعه من الوقوع في المشكلات والاعتراضات ، ويوحي للطرف الآخر بأنّه قد يكون هو مُخطئاً أيضاً.