انتهت الدولة السعودية الأولى بسقوط عاصمتها الدرعية على يد قوات إبراهيم باشا، والي مصر، في عام 1233 هـ/1818 م. وقد كان هذا السقوط نتيجةً لمجموعة من العوامل، منها:
- العوامل الداخلية: فقد كانت الدولة السعودية الأولى في حالة من الضعف الداخلي في السنوات التي سبقت سقوطها، بسبب الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة، وضعف كفاءة بعض القادة العسكريين.
- العوامل الخارجية: فقد واجهت الدولة السعودية الأولى تهديدًا من الدولة العثمانية، التي كانت تسعى إلى بسط نفوذها على شبه الجزيرة العربية. وقد تمكنت الدولة العثمانية من الحصول على دعم من بعض القوى الأوروبية، مثل بريطانيا، التي كانت ترغب في الحد من نفوذ الدولة السعودية الأولى.
وقد بدأت الحملة المصرية على الدولة السعودية الأولى في عام 1228 هـ/1813 م، بقيادة إبراهيم باشا. وقد تمكن إبراهيم باشا من تحقيق سلسلة من الانتصارات، وتقدم نحو الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى. وقد حاصر إبراهيم باشا الدرعية لعدة أشهر، قبل أن يقتحمها في 8 ذو القعدة من عام 1233 هـ/9 سبتمبر 1818 م. وقد استسلم الإمام عبد الله بن سعود، آخر أئمة الدولة السعودية الأولى، لقوات إبراهيم باشا.
وقد أدت هزيمة الدولة السعودية الأولى إلى انهيارها، واندلاع الفوضى في شبه الجزيرة العربية. وقد تمكنت الدولة العثمانية من بسط نفوذها على بعض مناطق شبه الجزيرة العربية، ولكن لم تستطع إخضاعها بالكامل. وقد أسس تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود الدولة السعودية الثانية في عام 1240 هـ/1824 م، واستطاعت هذه الدولة أن توحد شبه الجزيرة العربية مرة أخرى.
وفيما يلي شرح مفصل للعوامل التي أدت إلى سقوط الدولة السعودية الأولى:
العوامل الداخلية:
في السنوات التي سبقت سقوط الدولة السعودية الأولى، كانت الأسرة الحاكمة تعاني من الخلافات الداخلية. فقد كان هناك خلاف بين الإمام سعود بن عبد العزيز وشقيقه عبد الله بن عبد العزيز على الحكم. وقد انتهى هذا الخلاف بقتل سعود بن عبد العزيز في عام 1227 هـ/1811 م، وتولي عبد الله بن عبد العزيز الحكم.
وقد كان عبد الله بن عبد العزيز حاكمًا ضعيفًا، ولم يكن يتمتع بنفس الكفاءة العسكرية التي كان يتمتع بها أسلافه. وقد أدت هذه الضعف إلى تراجع قوة الدولة السعودية الأولى، وجعلها أكثر عرضة للخطر.
بالإضافة إلى الخلافات الداخلية، كانت هناك مشكلة أخرى تواجه الدولة السعودية الأولى، وهي ضعف كفاءة بعض القادة العسكريين. فقد كان بعض القادة العسكريين في الدولة السعودية الأولى غير كفؤين، ولم يكونوا قادرين على قيادة القوات السعودية إلى الانتصارات.
العوامل الخارجية:
كانت الدولة العثمانية تسعى إلى بسط نفوذها على شبه الجزيرة العربية. وقد كانت الدولة العثمانية تعتبر الدولة السعودية الأولى تهديدًا لنفوذها في المنطقة. وقد تمكنت الدولة العثمانية من الحصول على دعم من بعض القوى الأوروبية، مثل بريطانيا، التي كانت ترغب في الحد من نفوذ الدولة السعودية الأولى.
وقد وافقت بريطانيا على دعم الدولة العثمانية في حملتها على الدولة السعودية الأولى، وذلك مقابل حصولها على بعض الامتيازات التجارية في شبه الجزيرة العربية. وقد لعب الدعم البريطاني دورًا مهمًا في نجاح الحملة المصرية على الدولة السعودية الأولى.
خاتمة:
انتهت الدولة السعودية الأولى بسقوط عاصمتها الدرعية على يد قوات إبراهيم باشا، والي مصر، في عام 1233 هـ/1818 م. وقد كان هذا السقوط نتيجةً لمجموعة من العوامل، منها العوامل الداخلية، مثل الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة، وضعف كفاءة بعض القادة العسكريين. بالإضافة إلى العوامل الخارجية، مثل تهديد الدولة العثمانية، والدعم البريطاني للدولة العثمانية.