الجواب:
نعم، دلت النصوص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقا في جده ومزاحه. فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه، ويداعبهم، ويضحك معهم، ولكنه كان صادقا في ذلك، لا يقصد به الكذب أو الخداع أو التظاهر. بل كان يمزح بهدف إثارة البهجة والسرور بين أصحابه، أو لإظهار حكمته، أو لتعليمهم أمرا من الأمور.
ومن النصوص الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في جده ومزاحه:
-
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له عبد الرحمن، وكان أشبه الناس به، وكان إذا جاء، قام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتضنه وقبله، فقالت: فجاء يوما، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتضنه وقبله، ثم قال: ((يا عائشة، هذا أخي، جاء من سفره))، فقلت: بخ بخ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك".
-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدا من أصحابه ضاحكا، قال له: ((مالك لا تضحك؟))، قال: يا رسول الله، أفكر في الدنيا، في مصارعها ومصائبها، فقال: ((اذكر الموت، فإنه يطفئ الدنيا))".
-
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن شيء، أجاب، وإذا لم يسئل، سكت".
وهذه النصوص وغيرها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقا في جده ومزاحه، وكان لا يقصد بذلك الكذب أو الخداع أو التظاهر. بل كان يمزح بهدف إثارة البهجة والسرور بين أصحابه، أو لإظهار حكمته، أو لتعليمهم أمرا من الأمور.
التفسير الموسع:
صدق النبي صلى الله عليه وسلم في جده ومزاحه من مظاهر كمال شخصيته، وسمو أخلاقه. فقد كان صلى الله عليه وسلم صادقا في كل شيء، حتى في مزاحه. فلم يكن يمزح ليخدع الناس، أو ليظهر نفسه على غير ما هو عليه. بل كان يمزح بهدف إثارة البهجة والسرور بين الناس، أو لإظهار حكمته، أو لتعليمهم أمرا من الأمور.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في جده ومزاحه له عدة فوائد، منها:
- تحبيب الناس فيه: فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه، ويداعبهم، ويضحك معهم، مما كان يحببهم فيه، ويجعلهم يألفونه.
- نشر البهجة والسرور بين الناس: فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح بهدف إثارة البهجة والسرور بين الناس، مما كان يدخل السرور على قلوبهم، ويزيل عنهم الهموم والأحزان.
- إظهار الحكمة: فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح في بعض الأحيان لإظهار حكمته، وإعطاء الناس دروسا وعبرا في قالب من المرح والبهجة.
- تعليم الناس أمرا من الأمور: فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح في بعض الأحيان لترسيخ بعض القيم والمبادئ في نفوس الناس، أو تعليمهم أمرا من الأمور.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم في جده ومزاحه هو نموذج يحتذى به للناس جميعا، حيث ينبغي أن يكون الإنسان صادقا في كل شيء، حتى في المزاح.