التفسير الموسع لعبارة "الأنبياء والصالحون عباد لله، لا يجوز دعاؤهم والاستغاثة بهم"
معنى العبودية
العبودية في اللغة هي الخضوع والانقياد، وفي الاصطلاح الشرعي هي طاعة الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. ومن خصائص العبودية أن يكون العبد خاضعًا لله وحده، ولا يعبد غيره.
معنى دعاؤهم والاستغاثة بهم
الدعاء هو طلب النفع أو دفع الضر من الله تعالى، والاستغاثة هي طلب العون والنصر من الله تعالى.
الدليل على عدم جواز دعاؤهم والاستغاثة بهم
الدليل على عدم جواز دعاؤهم والاستغاثة بهم هو قوله تعالى:
"وَمَنْ يَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُ رِزْقًا فَإِنَّهُ لَا يُسْمَعُ لَدُيْهِ وَمَا لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا نَصِيرٌ"
(سورة فاطر، الآية 15)
وقوله تعالى:
"وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ"
(سورة يونس، الآية 106)
وقوله تعالى:
"قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا"
(سورة الجن، الآية 20)
وقوله تعالى:
"وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"
(سورة المؤمنون، الآية 117)
التفسير الموسع
بناءً على هذه الأدلة، فإن دعاؤهم والاستغاثة بهم يعني أن نعبدهم من دون الله، وهذا شرك أكبر، وهو من أعظم الذنوب التي تجلب غضب الله تعالى.
وكما قال الله تعالى:
"إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"
(سورة لقمان، الآية 13)
ولذلك، فقد نهى الله تعالى عن دعاؤهم والاستغاثة بهم، وأمر عباده أن يدعوه وحده، ولا يشركوا به أحدًا.
وهناك بعض الناس الذين يعتقدون أنه يجوز دعاؤهم والاستغاثة بهم، لأنهم قد بلغوا منزلة عالية عند الله تعالى. ولكن هذا الاعتقاد هو باطل، لأن الله تعالى هو وحده الذي يستحق أن يُدعى ويُستغاث به.
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من دعاؤهم والاستغاثة بهم، فقال:
"مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَقَدْ كَفَرَ"
(رواه مسلم)
ولذلك، فإن المسلم الحق هو الذي يوحد الله تعالى في عبادته، ولا يدعو ولا يستغيث إلا به وحده.