الإجابة:
الأنبياء والصالحون هم عباد الله، وقد أرسلهم الله تعالى إلى الناس لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور. وهم قدوة حسنة للناس في جميع أمور حياتهم.
ولكن الأنبياء والصالحين لا يجوز دعاؤهم والاستغاثة بهم، وذلك لأن العبادة لله وحده لا شريك له. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
"وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ" (يونس: 106).
"وَلَا تَدْعُ مَنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَيْسَ لَهُ بِسُلْطَانٍ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ" (يونس: 106).
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (غافر: 60).
فدعاء الأنبياء والصالحين والاستغاثة بهم يعني أننا نعتقد أنهم يقدرون على نفعنا أو ضررنا، أو أنهم قادرون على الإجابة على دعائنا، وهذا اعتقاد باطل، لأن الله تعالى هو وحده الذي يقدر على ذلك.
وأما من دعا الأنبياء والصالحين أو استغاث بهم، فقد كفر بالله تعالى، وخرج من الدين الإسلامي، لأن الكفر هو عبودية غير الله.
التفسير الموسع:
يمكن تقسيم التفسير الموسع للعبارة "الأنبياء والصالحون عباد الله لا يجوز دعاؤهم والاستغاثة بهم" إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: بيان معنى العبادة لله وحده
العبودية لله وحده هي أن نوجه جميع أنواع العبادة لله تعالى، دون شريك له، وهذه العبادة تشمل:
- الدعاء: وهو طلب الحاجة من الله تعالى.
- الاستغاثة: وهي طلب النصر والمساعدة من الله تعالى.
- التوكل: وهو الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور.
- الخوف والرجاء: وهو الخوف من عذاب الله تعالى، والرجاء في رحمته.
- الحب: وهو حب الله تعالى وحب ما يحبه الله تعالى.
فإذا دعا المسلم نبيًا أو صالحًا، أو استغاث به، فقد أعرض عن عبادة الله تعالى، وعبد غير الله تعالى، وهذا هو الشرك الأكبر.
القسم الثاني: بيان خصائص الأنبياء والصالحين
الأنبياء والصالحون هم عباد الله تعالى، وقد أرسلهم الله تعالى إلى الناس لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور. وهم قدوة حسنة للناس في جميع أمور حياتهم.
ولكن الأنبياء والصالحين هم بشر مثلنا، لهم من الضعف والنقص ما لنا. وهم لا يقدرون على نفعنا أو ضررنا، أو الإجابة على دعائنا، إلا بأمر الله تعالى.
القسم الثالث: بيان حكم دعاء الأنبياء والصالحين والاستغاثة بهم
دعاء الأنبياء والصالحين والاستغاثة بهم هو شرك بالله تعالى، وهو من كبائر الذنوب التي تخرج المسلم من الدين الإسلامي.
وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأدلة على تحريم دعاء الأنبياء والصالحين والاستغاثة بهم، منها:
- قوله تعالى: **"وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ ف