الآية الكريمة "قد أفلح المؤمنون" هي من الآيات المشهورة في القرآن الكريم، وهي من سورة المؤمنون، وهي السورة رقم 23 في المصحف الشريف.
تشير هذه الآية إلى أن المؤمنين حققوا الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وذلك بتحقيقهم لأركان الإيمان، وهي:
- الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
- الإخلاص في العبادة لله تعالى.
- العمل الصالح.
وتشمل أركان الإيمان جميع جوانب حياة المؤمن، في علاقته مع الله تعالى، ومع نفسه، ومع الآخرين.
ففي علاقته مع الله تعالى، يحقق المؤمن الفوز والفلاح بالتزامه بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، وطاعته في كل شيء.
وفي علاقته مع نفسه، يحقق المؤمن الفوز والفلاح بالتزامه بآداب الإسلام، والتخلي عن الرذائل، وممارسة الفضائل.
وفي علاقته مع الآخرين، يحقق المؤمن الفوز والفلاح بإقامة العدل، والرحمة، والرأفة، والتعاون، والتكافل.
وهناك العديد من الأمثلة على فوز المؤمنين في الدنيا والآخرة، منها:
- فوزهم بالسعادة في الدنيا، وذلك بتحقيقهم للطمأنينة والراحة النفسية، والرضا بالقدر، والشعور بالأمان والطمأنينة.
- فوزهم بالنجاة من النار، وذلك بطاعتهم لله تعالى، واتباعهم رسوله صلى الله عليه وسلم.
- فوزهم بالجنة، وذلك بأعمالهم الصالحة، وحسن أخلاقهم.
ولذلك، فإن المؤمنين هم أهل الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، وذلك بفضل الله تعالى وتوفيقه.
وفيما يلي بعض التفسيرات الموسعة للآية الكريمة "قد أفلح المؤمنون":
- يقول الإمام ابن كثير رحمه الله: "فأخبر الله تعالى عن فوزهم وفلاحهم، وحصولهم على ما يرجوهون، ونجاتهم مما يخشون، فقال: قد أفلح المؤمنون".
- ويقول الإمام القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: "قد أفلح المؤمنون" أي: حققوا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة".
- ويقول الإمام السعدي رحمه الله: "وقوله: "قد أفلح المؤمنون" أي: حققوا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، وذلك بتحقيقهم لأركان الإيمان، وأعمال الإسلام، وتركهم للشرك والمعاصي".
وخلاصة القول أن الآية الكريمة "قد أفلح المؤمنون" تبشر المؤمنين بالفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وذلك بفضل الله تعالى وتوفيقه.