الآية الأولى من سورة البروج تبدأ بقسم من الله تعالى بالسماء ذات البروج، حيث يقول: والسماء ذات البروج.
والبروج جمع برج، وهو كل مجموعة من النجوم تقع في مكان معين من السماء، وتتكون من اثني عشر برجًا، وهي: الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو، الحوت.
ومعنى الآية الكريمة أن السماء تحتوي على هذه المنازل التي تسير فيها الشمس والقمر والكواكب، وتتغير مع مرور الوقت. وهذه المنازل هي من آيات الله تعالى التي تدل على قدرته وعظمته.
وقد اختلف المفسرون في معنى البروج في هذه الآية، فمنهم من قال أنها النجوم، ومنهم من قال أنها منازل الشمس والقمر، ومنهم من قال أنها الرمل والماء.
ولعل القول بأن البروج هي منازل الشمس والقمر هو القول الأرجح، وذلك لأن الآية الكريمة تتحدث عن عظمة الله تعالى في خلقه للسماء، ومنازل الشمس والقمر هي من أعظم آيات الله تعالى في السماء.
وأما القول بأن البروج هي النجوم، فهذا القول ضعيف، وذلك لأن النجوم ليست منازل للشمس والقمر، بل هي مجرد أجسام سماوية بعيدة عن الأرض.
وأما القول بأن البروج هي الرمل والماء، فهذا القول بعيد عن المألوف، ولا يتناسب مع سياق الآية الكريمة.
وهكذا، فإن الآية الكريمة والسماء ذات البروج تعني أن السماء تحتوي على منازل للشمس والقمر، وهي من آيات الله تعالى التي تدل على قدرته وعظمته.
وفيما يلي تفسير موسع للآية الكريمة مع ذكر بعض الفوائد منها:
- القسم بالسماء ذات البروج: يشير إلى عظمة الله تعالى في خلقه للسماء، ومنازل الشمس والقمر هي من أعظم آيات الله تعالى في السماء.
- منازل الشمس والقمر: هي مدارات محددة في السماء تدور فيها الشمس والقمر، وتتغير مع مرور الوقت.
- دلالة البروج على عظمة الله تعالى: تشير منازل الشمس والقمر إلى قدرة الله تعالى وحكمته، حيث جعل لها مدارات محددة تسير فيها، ولا تخرج عنها.
- الاستفادة من الآية الكريمة: ينبغي على المسلم أن ينظر إلى السماء ذات البروج، ويتفكر في عظمة الله تعالى في خلقه، وأن يتذكر أن الله تعالى هو الخالق العظيم الذي له الخلق والأمر.