تجنب لقمان توصية ابنه بحب المال، وذلك لعدة أسباب منها:
- أن حب المال قد يؤدي إلى التعلق به، والحرص عليه، والتنافس عليه، مما قد يؤدي إلى الفساد والظلم. فعندما يتعلق الإنسان بالمال، فإنه يسعى بكل الطرق للحصول عليه، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، وقد يؤدي ذلك إلى ظلم الآخرين، سواء بأخذ حقوقهم، أو بخداعهم، أو الاستغلال.
- أن حب المال قد يقود الإنسان إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي. فعندما يتعلق الإنسان بالمال، فإنه قد يكون مستعداً لفعل أي شيء للحصول عليه، حتى لو كان ذلك على حساب دينه، وقد يؤدي ذلك إلى ارتكابه للذنوب والمعاصي، مثل السرقة، والربا، والغش، والخيانة.
- أن حب المال قد يصرف الإنسان عن أمور أخرى مهمة في الحياة. فعندما يتعلق الإنسان بالمال، فإنه قد يركز كل اهتمامه على جمعه، مما قد يصرف انتباهه عن أمور أخرى مهمة في الحياة، مثل العبادة، والأسرة، والأصدقاء، والعلم، والعمل الصالح.
وقد تضمنت وصايا لقمان لابنه العديد من التحذيرات من التعلق بالمال، ومنها:
- قوله: "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله." وذلك لأن الهوى غالباً ما يقود الإنسان إلى التعلق بالمال، والسعي وراءه، حتى لو كان ذلك على حساب دينه.
- قوله: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً." وذلك لأن التعلق بالمال قد يؤدي إلى البخل، والحرص، مما قد يمنع الإنسان من الإنفاق في سبيل الله، أو في مساعدة الآخرين.
- قوله: "وابسط يدك إلى الفقير والمسكين." وذلك لحث الإنسان على الإنفاق في سبيل الله، ومساعدة الفقراء والمساكين، مما يُبعده عن التعلق بالمال.
وبناءً على ذلك، فإن تجنب لقمان توصية ابنه بحب المال، هو دليل على حكمة لقمان، وحرصه على تربية ابنه على الأخلاق الحميدة، والقيم الإسلامية الصحيحة.