تجنب لقمان توصية ابنه بالتعلق بالمال، وذلك لأنه رأى أن المال قد يكون سببًا للفساد والظلم، وأنه قد يقود الإنسان إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي. وقد تضمنت وصايا لقمان لابنه العديد من التحذيرات من التعلق بالمال، ومنها:
- قوله: "يا بني لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله."
- قوله: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً."
- قوله: "ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض، ولن تبلغ الجبال طولاً."
وقد ذكر القرآن الكريم هذه الحكمة في قوله تعالى: "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِلَّذِي يَتَبَدَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ بَخْلًا وَرِضْوَانًا وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ" (طـه: 131).
وهناك العديد من الأمثلة على الفساد والظلم الذي قد يسببه التعلق بالمال، ومنها:
- الظلم الاجتماعي، حيث قد يستغل الأغنياء سلطتهم المالية للسيطرة على الفقراء واستغلالهم.
- الفساد السياسي، حيث قد يستخدم الأغنياء أموالهم لشراء النفوذ السياسي وتحقيق مصالحهم الخاصة.
- الجريمة، حيث قد يلجأ بعض الناس إلى ارتكاب الجريمة للحصول على المال.
ولذلك، فإن لقمان الحكيم رأى أن من الحكمة أن يحذر ابنه من التعلق بالمال، وأن يوجهه إلى الاهتمام بالأمور الروحية والأخلاقية أكثر من الاهتمام بالأمور المادية.