بدأ الاهتمام الرسمي بالمسرح المدرسي مع تأسيس وزارة المعارف العمومية في مصر عام 1878، وذلك من خلال إنشاء نظارة المعارف، التي كانت مسؤولة عن الإشراف على التعليم في مصر.
كانت أولى خطوات الاهتمام الرسمي بالمسرح المدرسي في مصر هي إدخاله إلى المدارس، وذلك من خلال إنشاء نظارة المعارف. وقد كان الهدف من ذلك هو تعزيز القيم الوطنية والأخلاقية لدى الطلاب، وتنمية مهاراتهم اللغوية والفنية، وتشجيع روح التعاون والعمل الجماعي.
وفي عام 1887، تم إنشاء أول فرقة مسرحية مدرسية في مصر، وكانت تتكون من طلاب مدرسة دار العلوم. وقد قدمت الفرقة العديد من العروض المسرحية الناجحة، مما أدى إلى انتشار المسرح المدرسي في المدارس المصرية الأخرى.
وفي عام 1925، تم إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي كان أول مؤسسة تعليمية متخصصة في الفن المسرحي في مصر. وقد ساهم المعهد في تطوير المسرح المدرسي، من خلال إعداد كوادر متخصصة في المسرح، وتقديم برامج تدريبية للطلاب.
وفي عام 1956، تم تغيير اسم وزارة المعارف العمومية إلى وزارة التربية والتعليم، التي تواصل دعم المسرح المدرسي من خلال برامج وأنشطة متنوعة، مثل:
تنظيم المهرجانات المسرحية المدرسية، التي تُقام على مستوى المدارس والمديريات التعليمية والجامعات.
توفير الدعم المادي والمعنوي للفرق المسرحية المدرسية، من خلال توفير المسارح والتجهيزات المسرحية.
عقد الدورات التدريبية للطلاب والمعلمين في مجال المسرح.
ونتيجة لهذا الاهتمام الرسمي، أصبح المسرح المدرسي أحد أهم الفنون المسرحية في مصر، حيث يُقدم العديد من العروض المسرحية المميزة، التي تعكس الواقع المصري وتساهم في نشر الوعي الثقافي.
ومن أهم الفوائد التي يحققها المسرح المدرسي:
تنمية قدرات الطلاب اللغوية والفنية، مثل: النطق الصحيح، والتعبير عن المشاعر، ومهارات التمثيل والإلقاء.
تعزيز القيم الوطنية والأخلاقية لدى الطلاب، مثل: حب الوطن، واحترام الآخرين، والتعاون والعمل الجماعي.
تنمية روح المبادرة والابتكار لدى الطلاب، حيث يُمنح الطلاب الفرصة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم من خلال المسرح.
تشجيع روح التعاون والعمل الجماعي لدى الطلاب، حيث يتطلب العمل المسرحي تعاون جميع أعضاء الفريق لتحقيق النجاح.
وهكذا، فإن الاهتمام الرسمي بالمسرح المدرسي له أهمية كبيرة في تنمية قدرات الطلاب وتعزيز القيم الوطنية والأخلاقية لديهم.