هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
لقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع غير المسلمين قائمًا على أساسين أساسيين:
العدل والمساواة: فقد أمر الله تعالى المسلمين بإظهار العدل والمساواة مع غير المسلمين، فقال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].
وهذا العدل والمساواة يشمل جميع الحقوق والحريات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
الاحترام والتقدير: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحترم جميع الناس، مسلمين وغير مسلمين، ويقدر كرامتهم وحقوقهم.
ومن الأمثلة على ذلك:
رفضه أن يظلم أحدًا، مسلمًا كان أو غير مسلم. فقد رفض أن يقتل كفار قريش أسرى بدر، حتى بعد أن قاتلوه وعذبو المسلمين.
تعامله الحسن مع أهل الكتاب، وكان يحترم عقيدتهم ويدعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
حسن الجوار مع غير المسلمين، وكان يأمر المسلمين بذلك.
وفيما يلي تفصيل لأمثلة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع غير المسلمين:
العدل والمساواة
أمره المسلمين بأن يعاملوا أهل الكتاب بالعدل والمساواة، فقال: "من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا".
رفضه أن يميز بين المسلمين وغير المسلمين في الأحكام الشرعية، فقال: "لا يظلم المسلمون أهل الذمة، ولا يعاملونهم إلا بالعدل والإحسان".
تعامله الحسن مع جاره اليهودي، وكان يدخل عليه ويسلم عليه، ويزوره ويقضي حوائجه.
الاحترام والتقدير
تعامله الحسن مع نصارى نجران، وكان يرسل إليهم الهدايا، ويدعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
رد السلام على غير المسلمين، وكان يعلم المسلمين ذلك، فقال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم السلام".
إكرامه للضيف، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم.
وهذه الأمثلة وغيرها تبين أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع غير المسلمين كان قائمًا على أساسين أساسيين: العدل والمساواة، والاحترام والتقدير.
وهذا الهدي هو إرث عظيم للمسلمين، يجب أن يحتكموا إليه في تعاملهم مع غير المسلمين، حتى يكونوا خير أمة أخرجت للناس.