العلاقة بين الإيمان بالقدر وأركان الإيمان وثيقة، حيث يعتبر الإيمان بالقدر ركناً أساسياً من أركان الإيمان في الإسلام، وهو الركن السادس من أركان الإيمان الستة.
ومعنى الإيمان بالقدر هو الاعتقاد بأن الله تعالى خالق كل شيء، خيره وشره، وأن كل ما يحدث في الكون من خير أو شر فهو بتقدير الله ومشيئتة، وأن الله تعالى قد كتب كل شيء في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض.
وأهمية الإيمان بالقدر تكمن في أنه يمنح المسلم الطمأنينة والرضا بقضاء الله وقدره، ويجعله يدرك أن كل ما يحدث له هو بتقدير الله تعالى، وأن الله تعالى لا يفعل إلا ما هو خير لعباده.
وهناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية الإيمان بالقدر، ومن هذه الأدلة:
قوله تعالى: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا تَكْتُمُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ مِنْ شَيْءٍ عَلِيمُونَ" (يونس: 61).
قوله تعالى: "وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدْ قَدَرَهُ" (الإنسان: 22).
قوله تعالى: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر: 49).
وأما السنة النبوية، فقد وردت فيها العديد من الأحاديث التي تؤكد أهمية الإيمان بالقدر، ومن هذه الأحاديث:
حديث جبريل الذي رواه الإمام مسلم، حيث سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره".
حديث أبي هريرة الذي رواه الإمام البخاري، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له".
وبناءً على هذه الأدلة، يتضح أن الإيمان بالقدر من أركان الإيمان، وأن له أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يمنح المسلم الطمأنينة والرضا بقضاء الله وقدره، ويجعله يدرك أن كل ما يحدث له هو بتقدير الله تعالى، وأن الله تعالى لا يفعل إلا ما هو خير لعباده.