كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيسير في أمور الدين والدنيا، وكان يحث أصحابه على ذلك، فقد قال: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وخذوا بحظكم".
ومعنى التيسير في الدين هو أن تكون الأحكام الشرعية سهلة ميسرة على الناس، بحيث لا تشق عليهم ولا تثقلهم، وذلك مراعاة لظروفهم وقدراتهم المختلفة.
وهناك العديد من الأمثلة على التيسير في أمور الدين، منها:
التخفيف في العبادات: فقد خفف الله تعالى عن عباده الكثير من العبادات، فجعل الصلاة خمس مرات في اليوم بدلاً من خمسين، وجعل الصيام شهراً بدلاً من سنة، وجعل الحج مرة واحدة في العمر بدلاً من كل عام.
الرحمة بالفقراء والمساكين: فقد أمر الله تعالى عباده بالرحمة بالفقراء والمساكين، وجعل لهم أحكاماً خاصة تسهّل عليهم أداء العبادات، مثل التيسير في زكاة الفطر، وجعل كفارة اليمين طعام مسكين.
العفو عن الناس: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعفو عن الناس ويتجاوز عن زلاتهم، ويحث أصحابه على ذلك، فقال: "من حلم على من ظلمه، أو عفا عن ظالمه، زاده الله به عزاً في الدنيا والآخرة".
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطبق التيسير في حياته العملية، فقد كان يوصي أصحابه بالتخفيف في العبادات، وكان يعفو عن الناس ويتجاوز عن زلاتهم، وكان يهتم بمساعدة الفقراء والمساكين.
وهناك العديد من الفوائد التي تعود على المسلمين من التيسير في أمور الدين، منها:
يسر العبادة على الناس: فالتيسير في العبادة يجعلها سهلة ميسرة على الناس، مما يدفعهم إلى أدائها بانتظام، ويجعلهم أكثر تعلقاً بدينهم.
تشجيع الناس على دخول الإسلام: فالتيسير في أحكام الدين يجعله أكثر جاذبية للناس، ويجعلهم أكثر استعداداً لقبول الإسلام.
تقوية المجتمع الإسلامي: فالتيسير في أحكام الدين يساهم في تقوية المجتمع الإسلامي، ويجعله مجتمعاً متلاحماً ومتماسكًا.
وهكذا فإن التيسير في أمور الدين هو من أهم الخصائص التي تميزت بها الشريعة الإسلامية، وهو من أهم أسباب انتشار الإسلام في العالم.