الزمن الذي لاتقبل فيه توبة العبد:
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية عدة أحاديث تحدد الزمن الذي لاتقبل فيه توبة العبد، وهي:
- حين نزول عذاب استئصال الأمم: قال الله تعالى: "فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ" (البقرة: 65).
- بعد الوقوع في الذنب مباشرة: قال الله تعالى: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" (النساء: 18).
- حين معاينة الموت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" (رواه الترمذي).
التفسير الموسع:
الحالة الأولى:
المعنى المقصود من "عذاب استئصال الأمم" هو العذاب الذي ينزل من السماء على الأمم التي تستحق العذاب، مثل عذاب قوم نوح، أو عذاب قوم لوط، أو عذاب قوم فرعون. وقد ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى لا يقبل توبة هذه الأمم بعد نزول العذاب عليهم، فقال تعالى: "فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ" (البقرة: 65).
الحالة الثانية:
أما الحالة الثانية، وهي التوبة بعد الوقوع في الذنب مباشرة، فقد ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى لا يقبل توبة هؤلاء الأشخاص، فقال تعالى: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" (النساء: 18).
وتفسير ذلك أن الله تعالى يحب التوبة، ويقبلها من عباده، ولكن بشرط أن تكون التوبة صادقة، وأن يندم العبد على ذنبه، ويعزم على عدم العودة إليه. أما إذا كان العبد يفعل الذنب ثم يتوب منه بعد ذلك مباشرة، فهذا يدل على أن توبته غير صادقة، وأنه لا ينوي التخلص من ذنبه.
الحالة الثالثة:
أما الحالة الثالثة، وهي التوبة حين معاينة الموت، فقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" (رواه الترمذي).
وتفسير ذلك أن الغرغرة هي وصول الروح إلى الحلقوم، فإذا بلغت الروح الحلقوم، فقد مات العبد، ولم يعد قادرًا على التوبة.
وعليه، فإن العبد المسلم عليه أن يحرص على التوبة من ذنوبه في كل وقت، وأن لا ينتظر حتى يقرب منه الموت.