توحيد الألوهية هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة بكل أشكالها، أي صرف جميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة، القولية والفعلية، لله وحده دون سواه. وهذه العبادات تشمل الدعاء، النذر، الذبح، الاستغاثة، الاستعاذة، التوكل، الخوف، الرجاء، المحبة، وغيرها.
وهناك العديد من الأدلة على توحيد الألوهية، يمكن تقسيمها إلى أدلة نقلية (من القرآن والسنة) وأدلة عقلية:
الأدلة النقلية (من القرآن والسنة)
تزخر النصوص الشرعية بالكثير من الآيات والأحاديث التي تدل على وجوب إفراد الله بالعبادة:
- أوامر الله بالعبادة وحده ونهيه عن الشرك:
- قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 21).<!---->
<!----><!----><!----><!----><!----><!---->
- وقوله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" (النساء: 36).
- وقوله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56).
- وقوله تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" (النحل: 36).
- وقوله<!----> تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ" (الإسراء: 23).
<!----><!----><!----><!----><!----><!---->
- وقوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 25).<!---->
<!----><!----><!----><!----><!----><!---->
حق الله على العباد:
- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" (متفق عليه).
الآيات التي تنهى عن صرف أي نوع من العبادات لغير الله:
- مثل الاستعاذة: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ" (الفلق: 1-2).
- والاستغاثة: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ" (الأنفال: 9).
- والذبح: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام: 162).
نصوص تبيّن بطلان عبادة غير الله: كالأصنام والأوثان التي لا تملك لنفسها ضرًا ولا نفعًا، ولا تخلق ولا ترزق.
الأدلة العقلية
- دلالة توحيد الربوبية على توحيد الألوهية:
- بما أن الله هو الخالق، الرازق، المدبر، المحيي، المميت، وهو وحده المتفرد بكل هذه الأفعال (توحيد الربوبية)، فمن باب أولى أن يكون هو وحده المستحق للعبادة (توحيد الألوهية). فالعقل السليم يدرك أن من يملك هذه القدرات العظيمة هو وحده الجدير بأن يُعبد.
- قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ" (آل عمران: 51). في هذه الآية، استدل الله تعالى بربوبيته على ألوهيته، فبما أنه ربهم ورب الجميع، فهو وحده المستحق للعبادة.
- دلالة الكمال والأسماء الحسنى والصفات العليا:
- الإله الحق يجب أن يكون كاملًا في أسمائه وصفاته وأفعاله، ولا يعتريه نقص أو عجز. فإذا ثبت أن الله سبحانه وتعالى هو المتصف بكل أسماء الكمال وصفات الجلال والعظمة، دل ذلك على تفرده بالإلهية، لأنه لا يستحق العبادة إلا من كان كاملًا في كل صفاته.
- قال تعالى: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ"<!----> (الحشر: 22-23).
<!----><!----><!----><!----><!----><!---->
استحالة وجود آلهة متعددة:
- لو كان هناك آلهة متعددة تدبر الكون، لحدث الفساد والاضطراب بسبب التنازع فيما بينها. فلكل إله إرادة ومشيئة، وهذا سيؤدي إلى اختلال نظام الكون. إن انتظام الكون ودقة سيره دليل قاطع على أن مدبره واحد.
- قال تعالى: "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الأنبياء: 22).
القياس العقلي:
- الآيات القرآنية تتحدى المشركين أن يأتوا بدليل عقلي على صحة عبادتهم لغير الله، مما يؤكد أن العقل السليم لا يقبل الشرك.
- قال تعالى: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ"<!----> (فاطر: 40). هذه الآية تطالبهم بالدليل على خلق هذه الآلهة لشيء، وهذا يؤكد عجزها عن أي تصرف، وبالتالي عدم استحقاقها للعبادة.
<!----><!----><!----><!----><!----><!---->
هذه الأدلة بمجموعها تؤكد أن توحيد الألوهية هو الحق، وهو أساس دعوة الأنبياء والمرسلين، وهو الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
اذا كان لديك إجابة افضل او هناك خطأ في الإجابة علي سؤال اذكر ادله إثبات توحيد الالوهية اترك تعليق فورآ.