تفسير السؤال
يشير السؤال إلى أن المشركين في كل أمة كانوا يعبدون معبودات باطلة، وكانوا يتقربون إليها بالعبادة، ويتخذونها وسطاء وشفعاء عند الله. ومن هذه المعبودات الأصنام والتماثيل، وقبور الصالحين والأولياء، والجن، والأجداد.
التفسير الموسع
الأصنام والتماثيل
كانت الأصنام والتماثيل من أكثر المعبودات الباطلة شيوعًا في الجاهلية. وكان المشركون يصنعون هذه الأصنام من الحجارة أو الخشب أو المعادن، ويقدسونها ويعبدونها، ويعتقدون أنها قادرة على تحقيق رغباتهم وقضاء حوائجهم.
ومن أشهر أصنام العرب في الجاهلية:
- اللات: كانت تعبد في مكة، وكانت من أكبر الأصنام عند العرب.
- العزى: كانت تعبد في الطائف، وكانت من أشهر الأصنام عند العرب.
- مناة: كانت تعبد في الفرع، وكانت من الأصنام التي تعبد في الحجاز.
قبور الصالحين والأولياء
كان المشركون في الجاهلية يقدسون قبور الصالحين والأولياء، ويعتقدون أنها مقدسة، وأن أصحابها قادرون على نفعهم أو ضرهم. وكانوا يحرصون على زيارة هذه القبور والصلاة عندها، والتقرب إلى أصحابها بالدعاء والتوسل.
الجن
كان المشركون في الجاهلية يؤمنون بالجن، ويعتقدون أن الجن قادرون على معرفة الغيب، وتحقيق الرغبات، وقضاء الحوائج. وكانوا يلجأون إلى الجن في طلب المساعدة، وقضاء حوائجهم.
الأجداد
كان المشركون في الجاهلية يقدسون أجدادهم، ويعتقدون أنهم قادرون على نفعهم أو ضرهم. وكانوا يحرصون على زيارة قبور أجدادهم، والدعاء لهم، والتقرب إليهم بالذبائح والنذور.
حكم عبودية المشركين لهذه المعبودات
عبودية المشركين لهذه المعبودات باطلة وكفر، لأنها عبادة لغير الله تعالى، وهو وحده المستحق للعبادة. وقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تبين بطلان عبادة الأصنام والتماثيل، وعبادة غير الله تعالى.
ومن ذلك قوله تعالى:
- {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106].
- {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].
موقف الإسلام من عبودية المشركين
جاء الإسلام ليهدم هذه الوثنية، ويوحد الناس على عبادة الله تعالى وحده. وقد حارب الإسلام عبودية الأصنام والتماثيل، وعبادة غير الله تعالى، ودعا الناس إلى عبادة الله تعالى وحده، لا شريك له.
ومن ذلك قوله تعالى:
- {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
- {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].