السؤال: السُنة إذا اُنتهي من الصلاة قبل زوال الكسوف، الإكثار من الدعاء، والذكر، والصدقة.
الجواب:
جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا رأيتم الكسوف فافزعوا إلى الصلاة، فصلوا ركعتين، فكبروا في الأولى سبعاً، وخروا سجدتين، ثم قموا فكبروا سبعاً، ولا تقرأوا فيهما شيئاً، ثم كبروا سبعاً، وخروا سجدتين، ثم اصنعوا في الثانية مثل ذلك، ثم صلوا صلاتكم" (رواه البخاري).
وفي الحديث الآخر: "إذا كسفت الشمس أو القمر، فقوموا فصلوا" (رواه مسلم).
فهذه الأحاديث تدل على أن صلاة الكسوف سنة مؤكدة، وأنها ركعتان في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، وأنها تصلى في أي وقت من اليوم، حتى ولو كان في وقت النهي.
أما الإكثار من الدعاء والذكر والصدقة بعد الصلاة، فهذا أمر مستحب، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا كسفت الشمس أو القمر، فدعو الله تعالى وتوبوا إليه" (رواه أبو داود).
وجاء في الحديث الآخر: "إذا رأيتم الكسوف فاذكروا الله، وصلوا، وتصدقوا" (رواه أبو داود).
ومعنى ذلك أن الكسوف هو آية من آيات الله تعالى، تدل على عظمته وقدرته، ولهذا ينبغي للمسلم أن يستغل هذه الفرصة للتوبة والدعاء والذكر والصدقة، لينال رحمة الله تعالى وغفرانه.
التفسير الموسع:
أولاً: الدعاء:
الدعاء هو العبادة، وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى. ودعاء المسلم عند الكسوف هو تعبير عن خوفه من الله تعالى، وتضرعه إليه، واستغفاره له، وطلبه منه الرحمة والمغفرة.
وقد وردت في السنة النبوية أدعية كثيرة يمكن للمسلم أن يدعو بها عند الكسوف، منها:
- الحمد لله حمداً دائمًا طاهراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد، وكُلُنا لَكَ عبد.
- اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة كافة.
- اللهم إنا نستغفركَ ونتوب إليك.
ثانياً: الذكر:
ذكر الله تعالى من أعظم الأعمال التي يحبها الله تعالى، وهو سبب لنيل محبته ورضاه.
وقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على الذكر عند الكسوف، منها:
- "إذا رأيتم الكسوف فاذكروا الله، وصلوا، وتصدقوا".
- "إذا رأيتم الكسوف فكبروا، وسبحوا، واذكروا الله".
ومن الأذكار التي يمكن للمسلم أن يرددها عند الكسوف:
- سبحان الله.
- الحمد لله.
- الله أكبر.
- لا إله إلا الله.
- اللهم اغفر لي.
- اللهم ارحمني.
- اللهم اهدني.
ثالثاً: الصدقة:
الصدقة من أعظم الأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وهي سبب لنيل رضوانه وأجره.
وقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على الصدقة عند الكسوف، منها:
- "إذا كسفت الشمس أو القمر، فقوموا فصلوا، وتصدقوا".
- "إذا رأيتم الكسوف فتصدقوا".
والصدقة في هذا المقام تكون من أي مال، ولو كان قليلاً، فإنها مقبولة عند الله تعالى.
وهكذا، فإن الإكثار من الدعاء والذكر والصدقة بعد صلاة الكسوف هو أمر مستحب، لما له من الفوائد العظيمة، من نيل رحمة الله تعالى وغفرانه، وتقرّب المسلم إليه.