التراكمية من سمات التفكير العلمي، وتعني أن المعرفة العلمية تتراكم تدريجيًا على مر الزمن، بناءً على نتائج التجارب والملاحظات الجديدة.
بمعنى آخر، لا تقف المعرفة العلمية عند نقطة معينة، بل تتطور باستمرار مع ظهور معلومات جديدة. فعندما يجري عالم تجربة جديدة ويحصل على نتائج جديدة، فإن هذه النتائج تضاف إلى المعرفة العلمية الموجودة بالفعل. وقد تؤدي هذه النتائج الجديدة إلى إعادة تقييم النظريات العلمية القائمة، أو حتى إلى تطوير نظريات جديدة تمامًا.
وهذا ما يميز التفكير العلمي عن التفكير الخرافي أو المعتقدات الدينية، فالتفكير العلمي يعتمد على الأدلة والتجارب، وليس على الإيمان أو التقليد. فالعلماء لا يؤمنون بشيء حتى يكون هناك دليل يدعم هذا الإيمان.
وفيما يلي بعض الأمثلة على التراكمية في التفكير العلمي:
- في القرن السابع عشر، أجرى العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن تجربة مشهورة لدراسة حركة الأجسام. وقد أدت نتائج هذه التجربة إلى تطوير نظرية الجاذبية، والتي تعد واحدة من أهم النظريات العلمية في التاريخ.
- في القرن التاسع عشر، أجرى العالم الألماني رودولف فيرتشوي تجربة مشهورة لدراسة بنية الذرة. وقد أدت نتائج هذه التجربة إلى تطوير نظرية الذرة، والتي تعد أساس الفيزياء الحديثة.
- في القرن العشرين، أجرى العالمان الألمانيان ألبرت أينشتاين ونيلز بور تجربة مشهورة لدراسة طبيعة الضوء. وقد أدت نتائج هذه التجربة إلى تطوير نظرية النسبية، والتي تعد واحدة من أهم النظريات العلمية في القرن العشرين.
وهكذا، فإن التراكمية هي سمة أساسية من سمات التفكير العلمي، وهي التي تجعل العلم قادرًا على التطور باستمرار وتقديم فهم أفضل للعالم من حولنا.