يدل عدم معرفة نبي الله سليمان عليه السلام بحال سبأ في اليمن على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب. فسليمان عليه السلام كان من أعظم الأنبياء وأقواهم، وكان الله قد آتاه من الملك والعلم ما لم يؤته أحداً من قبله، كما قال تعالى: "وَلُقِّيَ سُلَيْمَانُ الْمُلْكَ وَلَدَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَقَدْ آتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَالْفَصْلَ بَيْنَ الْالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَأَعْطَيْنَاهُ مُلْكًا عَظِيمًا" (ص:24). ومع ذلك، لم يكن يعلم سليمان عليه السلام بحال سبأ إلا بما أخبر به الهدهد.
فقد أرسل سليمان عليه السلام الهدهد ليخبره عن حال سبأ، فقال الهدهد: "وجئتك من سبأ بنبأ يقين" (النمل:22). وهذا دليل على أن سليمان عليه السلام لم يكن يعلم بحال سبأ إلا بما أخبر به الهدهد، وأنه لم يكن يعلم الغيب.
وهذا الدليل يدل على أهمية العلم الشرعي، حيث أن العلم الشرعي يُعَدُ أساسًا للمعرفة الصحيحة، ويُحَصِّن الإنسان من الوقوع في الأخطاء. فسليمان عليه السلام كان من أعظم الأنبياء وأقواهم، ولكنه لم يكن يعلم الغيب إلا بما أخبر به الهدهد، وهذا دليل على أن العلم الشرعي لا يكتمل إلا بمعرفة الله تعالى وطاعته.
ويمكننا أن نستفيد من هذا الدليل في حياتنا العملية، حيث يجب علينا أن نتحلى بالعلم الشرعي، وأن نسعى إلى معرفة الله تعالى وطاعته، حتى نكون على بصيرة من أمرنا، ونستطيع أن نواجه الحياة بكل ما فيها من تحديات.