المصادر التكميلية للسيرة النبوية هي تلك المصادر التي لا تتناول أحداث السيرة النبوية بشكل مباشر، ولكنها تتناولها بشكل غير مباشر من خلال موضوعات أخرى، مثل التاريخ العام، أو الأدب، أو الشعر. وتأتي هذه المصادر بعد المصادر الأصلية للسيرة النبوية، وهي القرآن الكريم، وكتب الحديث النبوي، وكتب السيرة المختصة، وكتب الشمائل والدلائل.
ولعل أهم المصادر التكميلية للسيرة النبوية هي:
- المصادر التي اهتمت بتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة: مثل كتاب "أخبار مكة" لأبي الوليد الأزرقي، وكتاب "تاريخ المدينة المنورة" لعمر بن شبة، وكتاب "أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه" لمحمد بن إسحاق الفاكهي. وتحتوي هذه المصادر على معلومات مهمة عن تاريخ مكة والمدينة قبل الإسلام، وخلال فترة الدعوة النبوية، وبعد الهجرة النبوية.
- كتب الأدب والشعر: مثل كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وكتاب "مختارات من الشعر العربي" لأحمد حسن الزيات. وتحتوي هذه الكتب على بعض القصائد التي قيلت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، أو في وصف أحداث السيرة النبوية.
- كتب التراجم: مثل كتاب "سير أعلام النبلاء" للذهبي، وكتاب "البداية والنهاية" لابن كثير. وتحتوي هذه الكتب على سير بعض الصحابة والتابعين، الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، ونقل بعضهم عنه.
وتساهم المصادر التكميلية للسيرة النبوية في إثراء معرفتنا بالسيرة النبوية، وسد بعض الثغرات التي قد توجد في المصادر الأصلية. كما أنها تساعدنا على فهم الأحداث التاريخية في سياقها العام، وربطها ببعضها البعض.
وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استفادة الباحثين من المصادر التكميلية للسيرة النبوية:
- يمكن استخدام المصادر التي اهتمت بتاريخ مكة والمدينة المنورة لتحديد تواريخ بعض الأحداث في السيرة النبوية، أو لفهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي أحاطت بهذه الأحداث.
- يمكن استخدام كتب الأدب والشعر لفهم مشاعر الناس تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو لتحليل بعض الأحداث السياسية والعسكرية في السيرة النبوية.
- يمكن استخدام كتب التراجم لفهم حياة الصحابة والتابعين، ولمعرفة المزيد عن شخصياتهم ومواقفهم.
وبشكل عام، فإن المصادر التكميلية للسيرة النبوية هي مصادر مهمة وقيمة، لا غنى عنها للباحثين في هذا المجال.