صغائر الذنوب تكفر باجتناب الكبائر وفعل الطاعات
هذا القول هو أحد الأقوال المتفق عليها بين أهل العلم، ويدل عليه عدد من الأدلة من الكتاب والسنة، ومن أقوال الصحابة والتابعين.
من الأدلة من الكتاب:
-
قوله تعالى: "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا" (النساء: 31).
-
قوله تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يُدْخَلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" (غافر: 40).
من الأدلة من السنة:
-
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" (رواه مسلم).
-
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (رواه الترمذي).
من أقوال الصحابة والتابعين:
التفسير الموسع:
معنى قولنا: "صغائر الذنوب تكفر باجتناب الكبائر وفعل الطاعات"، هو أن الله تعالى يغفر صغائر الذنوب للمسلم إذا اجتنبى الكبائر، وفعل الطاعات، وتاب إلى الله تعالى.
والدليل على ذلك هو ما تقدم من الأدلة من الكتاب والسنة، ومن أقوال الصحابة والتابعين.
ومعنى "اجتناب الكبائر"، هو أن لا يرتكبها المسلم، ولا يُصر عليها.
ومعنى "فعل الطاعات"، هو أن يكثر المسلم من فعل الطاعات، ويحرص على أدائها على أكمل وجه.
ومعنى "التوبة"، هو أن يندم المسلم على ما فعله من الذنوب، ويعزم على عدم العودة إليها.
وهناك بعض العلماء الذين قالوا: "صغائر الذنوب لا تكفر إلا بالتوبة"، وذلك بناءً على قول الله تعالى: "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" (النساء: 17).
ولكن القول الأول هو الأقوى، وهو قول جمهور أهل العلم.
وخلاصة القول: أن صغائر الذنوب تكفر باجتناب الكبائر وفعل الطاعات، وباب التوبة مفتوح دائمًا، والله تعالى أرحم الراحمين.