يقصد بالروح في الآية الكريمة: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} (مريم:17)، جبريل عليه السلام.
وذلك لأن الآية تتحدث عن قصة مريم عليها السلام، وكيف أن الله تعالى أرسل إليها جبريل عليه السلام ليبشرها بعيسى عليه السلام.
وجاء في تفسير ابن كثير: "فأرسلنا إليها روحنا، يعني: جبريل عليه السلام، فتمثل لها بشرًا سويا، أي: حسن الصورة، جميل الوجه، طيب الرائحة، فكلمها وأخبرها بأمر الله تعالى لها."
وجاء في تفسير القرطبي: "وقوله: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} أي: جبريل عليه السلام، وهو روح القدس، لقوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [ص: 87]، وقوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، فذكر أن روحه في الوحي الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام، وفي القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فكل ذلك روح من الله تعالى."
وجاء في تفسير السعدي: "فأرسلنا إليها روحنا، يعني: جبريل عليه السلام، وهو روح القدس، الذي ينزل بالوحي على الأنبياء والمرسلين، فتمثل لها بشرًا سويا، أي: جميل الصورة، حسن الهيئة، طيب الرائحة، فكلمها وأخبرها بأمر الله تعالى لها."
وبذلك يتضح أن المعنى المقصود بالروح في الآية الكريمة هو جبريل عليه السلام، وهو روح القدس الذي ينزل بالوحي على الأنبياء والمرسلين.