توفي النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، في العام الحادي عشر للهجرة، أي ما يوافق العام 633 ميلادي 8 من شهر يونيو. وكان له صلى الله عليه وسلم من العمر ثلاثة وستون عاماً.
بدأت علامات الوفاة عليه صلى الله عليه وسلم في الأيام الأخيرة من شهر ربيع الأول، حيث اشتد عليه المرض، فدخل بيته وامتنع عن الخروج منه. وفي يوم الاثنين، اشتد عليه المرض أكثر، فاحتضنته عائشة رضي الله عنها، وبدأ يعاني من سكرات الموت.
وفي آخر لحظاته، قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى". ثم فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.
كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حدثاً مأسوياً بالنسبة للمسلمين، حيث فقدوا قائدهم وملهمهم، ونزلت المصيبة عليهم كالصاعقة. وظل المسلمون في حالة حزن شديد لمدة طويلة بعد وفاته.
وقد خلد الله تعالى ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، حيث قال: "إنك ميت وإنهم ميتون".
وتعتبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم علامة من علامات الساعة، حيث روى الإمام البخاري عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة ست علامات: ... وموت نبيكم".
وهكذا، ختم النبي صلى الله عليه وسلم مسيرته النبوية العظيمة، بعد أن ترك للمسلمين ديناً كاملاً، وشرعة ومنهاجاً واضحاً، يهديهم إلى الحق والصراط المستقيم.