النبي الذي آمن به جميع قومه هو نبي الله يونس عليه السلام. أرسله الله تعالى إلى أهل مدينة نينوى في العراق، وكانوا قومًا فاسقين يعبدون الأصنام، ويأكلون الربا، ويظلمون الفقراء.
دعا يونس قومه إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، والتوبة من ذنوبهم. وكان قومه في البداية يستمعون إليه، ويصدقون دعوته، حتى آمن بهم جميعًا، وتركوا عبادة الأصنام، وعبدوا الله وحده.
ولكن حدث أن خرج يونس من المدينة يومًا، وجاءه قومه يسألونه عن الله، فلم يجدوه، فغضبوا، ورجعوا إلى عبادة الأصنام.
وعلم يونس أن قومه قد رجعوا إلى عبادة الأصنام، فخرج من المدينة، وركب سفينة، وألقى بنفسه في البحر، فابتلعه الحوت.
وبقي يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام، ثم دعا الله تعالى، فاستجاب الله له، وألقى الحوت يونس على الشاطئ.
ورجع يونس إلى قومه، فوجدهم قد آمنوا بالله، وتركوا عبادة الأصنام. فحمد يونس الله تعالى على أن هداهم إلى الحق.
وهذه القصة فيها عبرة كبيرة، وهي أن الله تعالى يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وأن على الإنسان أن يدعو قومه إلى الخير، وأن لا يستسلم لليأس، مهما كانت الظروف.
وهناك بعض التفسيرات الموسع لقصة يونس عليه السلام، منها:
- أن الله تعالى قد ابتلاء يونس بخروجه من المدينة، وبقائه في بطن الحوت، ليعلم صبره وإيمانه.
- وأن الله تعالى قد أراد أن يبين للناس أن دعوته لا تقتصر على قوم معينين، وإنما هي لكل الناس.
- وأن الله تعالى قد أراد أن يبين للناس أن الإيمان بالله وحده، وترك عبادة الأصنام، هو سبيل النجاة.