كان نصيب النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم هو سهم واحد مثل سهم الصحابة، وذلك بعد أن تم تقسيمها إلى خمسة أقسام:
-
الخمس الأول: وهو الخمس الذي يصرف في سبيل الله تعالى، ويشمل:
- الفيء: وهو ما يحصل عليه المسلمون من غنائم الحرب، سواءً كان من أموال أو من أنفس أو من أرض.
- الصدقات: وهي الأموال التي تخرجها المسلمين تطوعاً لله تعالى.
- الخمس من المعادن الثمينة: وهو الخمس الذي يخرج من المعادن الثمينة التي يتم استخراجها من الأرض، مثل الذهب والفضة.
-
الخمس الثاني: وهو الخمس الذي يصرف على المسلمين الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله، ويشمل:
- اليتامى: وهم الأطفال الذين فقدوا آباءهم.
- المساكين: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم لسد حاجتهم.
- ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطعت به السبل.
-
الخمس الثالث: وهو الخمس الذي يصرف على مصالح المسلمين العامة، ويشمل:
- **بناء المساجد والمدارس.
- **تجهيز الجيوش.
- **سد الديون.
-
الخمس الرابع: وهو الخمس الذي يصرف على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشمل:
- **مصاريف بيته.
- **مصاريف دعوته.
وأما نصيب النبي صلى الله عليه وسلم من الخمس الرابع، فكان هو سهم واحد مثل سهم الصحابة، وذلك بعد أن أراد الله تعالى أن يعطيه سهمه من الغنائم، فقال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَإِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَاللَّهُ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ شَهِيدٌ﴾ [الأنفال: 41].
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ هذا السهم، بل رده على المسلمين، وقال: "إنما أعطيت هذا السهم لأتصدق به على الفقراء والمساكين".
وهكذا كان نصيب النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم هو سهم واحد مثل سهم الصحابة، وذلك امتثالاً لأمر الله تعالى، ورغبة منه في التواضع وتجنب الكبرياء.