الجواب:
نعم، عبادة الصدقة هي من عبادة الأقوال. وذلك لأن الصدقة هي عبارة عن إخراج مال من مال المسلم إلى مستحقيه، وليست مجرد فعل مادياً يتطلب حركة الجسد، وإنما هي فعل يتطلب أيضاً حركة اللسان، حيث يجب على المتصدق أن ينطق بالنية عند إخراج الصدقة، وأن يعلن عن صدقته أمام غيره، وذلك حتى يعلم الناس أن المسلم قد أدى حق الله تعالى عليه في الصدقة.
وهناك عدة أدلة من السنة النبوية تدل على أن الصدقة هي من عبادة الأقوال، منها:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (رواه الترمذي).
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة" (رواه مسلم).
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقة السر تطفئ غضب الرب" (رواه أحمد).
التفسير الموسع:
تختلف العبادات في الإسلام إلى قسمين رئيسيين: عبادات الأفعال، وعبادات الأقوال. وعبادات الأفعال هي العبادات التي تتطلب حركة الجسد، مثل الصلاة، والصوم، والحج. وعبادات الأقوال هي العبادات التي تتطلب حركة اللسان، مثل الدعاء، والاستغفار، وقراءة القرآن.
وتدخل الصدقة في عبادات الأقوال، وذلك لأنها تتطلب حركة اللسان عند نية إخراجها، وعند إعلانها أمام الناس. وحركة اللسان هذه هي جزء أساسي من عبادة الصدقة، ولا تصح الصدقة بدونها.
وهناك عدة أسباب تجعل الصدقة من عبادات الأقوال، منها:
- أن الصدقة هي عبادة تتعلق بالمال، والمال هو لغة المال، ولغة المال هي اللسان.
- أن الصدقة هي عبادة اجتماعية، وتتطلب التفاعل مع الآخرين، وحركة اللسان هي وسيلة أساسية للتفاعل مع الآخرين.
- أن الصدقة هي عبادة تتطلب الإخلاص لله تعالى، وحركة اللسان هي وسيلة أساسية لإظهار الإخلاص لله تعالى.
وخلاصة القول، فإن الصدقة هي عبادة تتطلب حركة الجسد وحركة اللسان، وحركة اللسان هي جزء أساسي من هذه العبادة، ولا تصح الصدقة بدونها.