مشروعية الاستغفار بعد الصلاة المفروضة
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى، وهو من العبادات العظيمة التي أمر الله تعالى بها عباده، قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا} [النساء: 106].
وقد وردت السنة النبوية المطهرة بمشروعية الاستغفار بعد الصلاة المفروضة، فقد روى ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثًا، وقال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام».
وهذا الحديث يدل على أن الاستغفار بعد الصلاة المفروضة من السنة النبوية، وأن ذلك هو الهدي النبوي الذي ينبغي على المسلمين اتباعه.
استحباب الاستغفار بعد الصلاة المفروضة
بالإضافة إلى مشروعية الاستغفار بعد الصلاة المفروضة، فهو مستحب أيضًا، لما له من الفوائد العظيمة، ومنها:
- طلب المغفرة من الله تعالى: فالإنسان لا يخلو من التقصير في عباداته، ولذلك فهو بحاجة دائمة إلى طلب المغفرة من الله تعالى، والاستغفار بعد الصلاة المفروضة هو فرصة عظيمة للقيام بذلك.
- الحصول على الأجر والثواب: فقد ورد في الحديث الشريف أن الله تعالى يقول: «من استغفر لي في كل يوم سبعين مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر».
- التخلص من الذنوب والمعاصي: فالاستغفار سبب لتكفير الذنوب والمعاصي، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110].
- نيل محبة الله تعالى: فالعبد الذي يكثر من الاستغفار يحبه الله تعالى، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
كيفية الاستغفار بعد الصلاة المفروضة
يستحب أن يكون الاستغفار بعد الصلاة المفروضة ثلاث مرات، كما ورد في الحديث الشريف، وذلك بقول: «أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله».
ويمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يشاء من الأدعية بعد الاستغفار، مثل أن يقول: «اللهم اغفر لي ذنبي كله، دِقَّهُ وجِلَّهُ، أوَّلَهُ وآخِرَهُ، علانيته وسره».
وقد وردت في السنة النبوية بعض الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها بعد الاستغفار، مثل:
- «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام».
- «اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته، عمدًا أو خطأ، في علانية أو سر، في قديم أو حديث، اللهم إني أستغفرك من الذنوب التي أعلم، ومن الذنوب التي لا أعلم، إنك أنت علام الغيوب».
- «اللهم اغفر لي ذنبي كله، اللهم طهر قلبي، اللهم حصن فرجي، اللهم اجعلني من عبادك الصالحين».
والله أعلم.