الحكمة من إخفاء زكريا في الدعاء هي البعد عن الرياء، حيث أن الدعاء عبادة يجب أن تكون خالصة لله تعالى، ولا يقصد بها ثناء الناس أو مدحهم.
ولقد كان زكريا عليه السلام رجلاً صالحاً تقياً، وكان يخشى الله تعالى كثيراً، وكان يعلم أن الدعاء عبادة عظيمة، وأنها ينبغي أن تكون خالصة لله تعالى، لذلك كان يخفي نفسه عند الدعاء، حتى لا يرى الناس ويسمعوا دعائه، فيظنوا أنه يدعو ليمدحوه أو لينال ثناءهم.
وهذا المعنى قد أوضحه الله تعالى في سورة مريم، حيث قال: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا) (مريم: 3).
وهناك بعض المعاني الأخرى التي يمكن أن تؤخذ من إخفاء زكريا في الدعاء، منها:
- التواضع: حيث أنه كان يعلم أن الله تعالى أعلم بحاله، وأنه لا يحتاج إلى أن يعلن دعاءه حتى يستجيب له.
- الخوف من عدم الإجابة: حيث أنه كان يخشى أن لا يستجيب الله تعالى لدعائه، فكان يخفي نفسه حتى لا يراه الناس ويسمعوا دعائه، فيظنوا أنه يدعو لأمر لا يستحق الإجابة.
- الابتعاد عن الانشغال بنظر الناس: حيث كان يركز في دعائه على الله تعالى، ولم يكن يريد أن ينشغل بنظر الناس إليه.
وخلاصة القول، فإن إخفاء زكريا في الدعاء كان تعبيراً عن صدقه وإخلاصه لله تعالى، وخشيته من الرياء.