توحيد الربوبية هو الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر والمتصرف في كل شيء في هذا الكون. وهو أعظم أركان الإسلام، لأنه يتضمن الاعتراف بوجود الله تعالى، ووحدانيته، وكمال قدرته، وعظمته، ورحمته.
ومن مظاهر الانحراف في توحيد الربوبية ما يلي:
الجهل بالله تعالى: وهذا يتمثل في عدم الإيمان بوجود الله تعالى، أو في الاعتقاد بأنه إله غير الله تعالى، أو في الاعتقاد بأنه إله ضعيف عاجز.
الإلحاد: وهو الكفر بالله تعالى، وعدم الإيمان به أصلاً.
الوثنية: وهي عبادة غير الله تعالى، سواء كان ذلك من المخلوقات، أو من الأحجار، أو من الأصنام، أو من غير ذلك.
الشرك الخفي: وهو الشرك الذي لا يظهر على اللسان، وإنما يكون في القلب، مثل: الشرك في الخوف والرجاء، والشرك في الطاعة والمحبة، والشرك في الدعاء والاستعانة.
وفيما يلي شرح مفصل لكل من هذه المظاهر:
الجهل بالله تعالى
الجهل بالله تعالى هو السبب الرئيسي لجميع أنواع الانحراف في العقيدة، بما في ذلك الانحراف في توحيد الربوبية. فالإنسان الذي يجهل الله تعالى لا يعرف صفاته وأسمائه، ولا يعرف قدرته وعظمته، ولا يعرف رحمته وفضله. وهذا الجهل يجعله ينسب الخلق والرزق والملك والهداية إلى غير الله تعالى.
ولذلك، فإن من أهم وسائل الوقاية من الانحراف في توحيد الربوبية هو التزود بالعلم الشرعي، ومعرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، ومعرفة عظمته وقدرته.
الإلحاد
الإلحاد هو الكفر بالله تعالى، وعدم الإيمان به أصلاً. وهو أخطر أنواع الانحراف في العقيدة، لأنه يقطع الإنسان عن خالقه ورازقه ومدبره.
والإلحاد له أسباب كثيرة، منها:
التربية الخاطئة: فكثير من الأطفال ينشأون في بيئة إلحادية، لا تؤمن بالله تعالى، ولا تربيهم على التوحيد.
العلم الزائف: فبعض الناس يتلقون معلومات خاطئة عن الدين، تجعلهم يشككون في وجود الله تعالى.
الفتنة والضلال: فبعض الناس يقعون في الفتنة والضلال، فيتركون دينهم ويكفرون بالله تعالى.
وعلاج الإلحاد هو هداية الله تعالى، وتربية الإنسان على التوحيد منذ الصغر، وتزويد الإنسان بالعلم الشرعي الصحيح.
الوثنية
الوثنية هي عبادة غير الله تعالى، سواء كان ذلك من المخلوقات، أو من الأحجار، أو من الأصنام، أو من غير ذلك.
وسبب الوثنية هو الجهل بالله تعالى، وعدم معرفة صفاته وأسمائه، والقدرة على الخلق والرزق والملك والهداية. فالإنسان الذي يجهل الله تعالى ينسب هذه الأمور إلى غير الله تعالى، كأن يعبد الشمس أو القمر أو النار أو الأصنام.
وعلاج الوثنية هو الدعوة إلى التوحيد، وتزويد الناس بالعلم الشرعي الصحيح، وتعريفهم بالله تعالى بأسمائه وصفاته.
الشرك الخفي
الشرك الخفي هو الشرك الذي لا يظهر على اللسان، وإنما يكون في القلب، مثل:
الشرك في الخوف والرجاء: فمن يخشى غير الله تعالى، أو يرجوا غير الله تعالى، فهو مشرك خفي.
الشرك في الطاعة والمحبة: فمن يطيعه غير الله تعالى، أو يحبه غير الله تعالى، فهو مشرك خفي.
الشرك في الدعاء والاستعانة: فمن يدعو غير الله تعالى، أو يستعين بغير الله تعالى، فهو مشرك خفي.
وسبب الشرك الخفي هو ضعف الإيمان، وعدم المراقبة لله تعالى في السر والعلن.
وعلاج الشرك الخفي هو تزويد الناس بالعلم الشرعي الصحيح، وحثهم على المراقبة لله تعالى في كل الأحوال.
وخلاصة القول، فإن مظاهر الانحراف في توحيد الربوبية كثيرة ومتنوعة، ولكنها ترجع في مجملها إلى الجهل بالله تعالى، وعدم الإيمان به، أو الخوف منه، أو رجاءه، أو طاعته، أو محبته، أو دعائه، أو الاستعانة به. ولذلك، فإن من أهم وسائل الوقاية من الانحراف في توحيد الربوبية هو التزود بالعلم الشرعي الصحيح، ومعرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، ومراقبة الله تعالى في كل الأحوال.