سلوك فكري يسير من الخاص إلى العام هو نوع من الاستدلال المنطقي ينتقل فيه العقل من أحكام جزئية إلى حكم عام. ويعد الاستقراء أحد أهم أشكال الاستدلال في المعرفة العلمية، حيث يعتمد العلماء على الاستقراء لاستخلاص القوانين العامة من ملاحظة الظواهر الطبيعية.
ويمكن تعريف الاستقراء على أنه "عملية استنباط القوانين العامة من استنطاق الوقائع". ولكي يكون الاستقراء منطقياً، يجب أن يستند إلى مجموعة من الأحكام الجزئية التي تتصف بالتنوع والتمثيلية، بحيث تمثل هذه الأحكام مجموعة الظواهر التي يسعى الاستقراء إلى استخلاص قانون عام عنها.
وهناك عدة أشكال للاستقراء، منها:
الاستقراء البسيط: وهو الاستقراء الذي ينتقل فيه العقل من حكم جزئي واحد إلى حكم عام.
الاستقراء المركب: وهو الاستقراء الذي ينتقل فيه العقل من عدة أحكام جزئية إلى حكم عام.
الاستقراء الإحصائي: وهو الاستقراء الذي يعتمد على تكرار حدوث ظاهرة معينة في مجموعة من الحالات، لاستنتاج أن هذه الظاهرة تحدث بشكل عام.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الاستقراء:
إذا رأيت أن كل الكلاب التي رأيتها كانت سوداء، فيمكنك أن تستنتج أن جميع الكلاب سوداء.
إذا رأيت أن جميع الطيور التي رأيتها تطير، فيمكنك أن تستنتج أن جميع الطيور تطير.
إذا رأيت أن جميع الطلاب الذين حصلوا على درجات عالية في الامتحان كانوا قد حضروا الدروس بانتظام، فيمكنك أن تستنتج أن حضور الدروس بانتظام يساعد على الحصول على درجات عالية في الامتحان.
ويتميز الاستقراء ببعض المزايا، منها:
أنه يسمح لنا باستخلاص قوانين عامة من الظواهر الطبيعية.
أنه يسمح لنا بتوسيع نطاق معرفتنا.
ومع ذلك، فإن الاستقراء له بعض العيوب، منها:
أنه قد يؤدي إلى استنتاجات غير دقيقة، إذا لم تستند إلى مجموعة من الأحكام الجزئية التي تتصف بالتنوع والتمثيلية.
أنه يعتمد على احتمالية وقوع الظاهرة في المستقبل، وليس على تأكيد وقوعها.
ولذلك، يجب توخي الحذر عند استخدام الاستقراء، ويجب التأكد من أن الأحكام الجزئية التي يستند إليها الاستقراء تتسم بالدقة والتمثيلية.