مراتب الإيمان بالقدر
الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان في الإسلام، وهو يعني التصديق الجازم بأن كل ما يحدث في الكون من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره، وأن الله هو الخالق لكل شيء، وأن له الخلق والأمر، وأنه لا يخرج شيء عن مشيئته.
وقد قسم العلماء مراتب الإيمان بالقدر إلى أربع مراتب، وهي:
المرتبة الأولى: العلم
المراد بعلم الله تعالى بالقدر أنه علمه بكل شيء، بما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، فلا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء.
فالله تعالى عالم بما سيفعل الإنسان وما سيحدث في حياته، قبل أن يخلقه، وقبل أن يخلق الكون.
المرتبة الثانية: الكتابة
المراد بكتابة الله تعالى للقدر أنه كتب في اللوح المحفوظ كل شيء، بما فيه أعمال العباد وأرزاقهم وأعمارهم وأحوالهم.
وهذا الكتابة لا تعني أنه قد كتب الله تعالى مصير الإنسان، وأنه لا يستطيع التصرف في حياته، بل تعني أن الله تعالى كتب ما سيحدث في الكون، ولكن الإنسان هو الذي يختار ما يحدث له، بناء على علمه واختياره.
المرتبة الثالثة: الإرادة والمشيئة
المراد بإرادة الله تعالى والمشيئة أنه تعالى يريد ما يشاء، ويفعل ما يريد، ولا يخرج شيء عن مشيئته.
فالله تعالى هو الذي يريد أن يخلق الكون، وأن يخلق الإنسان، وأن يقدر له ما يشاء من الأرزاق والأعمار والأحوال.
المرتبة الرابعة: الخلق
المراد بخلق الله تعالى للقدر أنه تعالى هو الذي خلق الكون، وخلق الإنسان، وخلق له ما يشاء من الأرزاق والأعمار والأحوال.
فالله تعالى هو الذي خلق الكون، وخلق الإنسان، وخلق له ما يشاء من الأرزاق والأعمار والأحوال، وذلك وفق ما سبق أن كتبه في اللوح المحفوظ.
الأهمية
للإيمان بالقدر أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يكسبه اليقين والرضا بما قسمه الله له، ويجعله يسعى لتحقيق ما يريده وفق ما تقتضيه مشيئة الله تعالى.
وفيما يلي بعض الآثار الإيجابية للإيمان بالقدر:
الرضا بما قسمه الله تعالى: فالمؤمن بالقدر يعلم أن كل ما يحدث له هو من عند الله، وأن الله تعالى لا يفعل إلا ما هو خير له، فيرضى بما قسمه الله له، ويسلم أمره لله.
السعي لتحقيق ما يريده: فالمؤمن بالقدر يعلم أن الله تعالى قد قدر له ما يريده، ولكنه يسعى لتحقيقه وفق ما تقتضيه مشيئة الله تعالى، ولا يعتمد على الحظ أو الصدفة.
الصبر على المصائب: فالمؤمن بالقدر يعلم أن المصائب هي من أقدار الله تعالى، وأنه لا يصيب المسلم إلا ما كتب الله له، فيصبر على المصائب، ويرضى بقضاء الله وقدره.
المخالفات
هناك بعض المخالفات التي قد تقع في مراتب الإيمان بالقدر، ومنها:
الجبرية: وهي أن يعتقد الإنسان أن الله تعالى قد كتب مصيره، وأنه لا يستطيع التصرف في حياته، وهذه المخالفة تؤدي إلى عدم السعي والعمل، وإلى اليأس من رحمة الله تعالى.
المشيئة الحرة: وهي أن يعتقد الإنسان أن الله تعالى لا دخل له في ما يحدث في الكون، وأن الإنسان هو الذي يفعل ما يريد، وهذه المخالفة تؤدي إلى عدم الإيمان بالله تعالى، وإلى الفوضى في الكون.
وواجب المسلم أن يعتقد بالقدر على الوجه الصحيح، وأن يؤمن بأن الله تعالى هو خالق كل شيء، وأن له الخلق والأمر، وأنه لا يخرج شيء عن مشيئته.