يختلف مفهوم الشخصية القويّة لدى العديد من الناس ، فيظن بعض الأشخاص بأنها امتلاك القُدرة على السيطرة على الآخرين ، إلا أن الشخصية المسيطرة لا تعتبر من الشخصيات القوية ، فالتعريف الأدق للشخصية القوية هو تلك الشخصية التي تستمر في التطور والنمو ، لأن هذين الأمرين هما من الشروط الأساسية في تكوين الشخصية القوية، بالإضافة إلى القُدرة على الاختيار السليم ، وإدراك الحاضر ، والقدرة على التمييز بين كل من الشر والخير والتفريق بين الصواب والخطأ.
صفات قوّة الشخصيّة
يتمتع صاحب الشخصية القوية بعدة صفات ، منها ما يلي :
- عدم التحدث كثيراً : حيث يتميز صاحب الشخصية القوية بالحديث ببلاغة وإيجاز ، وبشكل واضح.
- تتميز هذه الشخصية بالمرونة : حيث إنها لا تلتزم باستراتيجية أو فكرة واحدة ، فهي تميل إلى التكيف وتقبل المساومة عند توجيه أفكار معارضة لصاحبها.
- تبتعد هذه الشخصية عن الجدال : لأنها تعتقد بأن الجدال يتسبب في خسارة الطاقة والوقت.
- تتميز هذه الشخصية بفاعليتها في المجتمع : حيث إن الأشخاص الأقوياء ينخرطون مع أصدقائهم ، وأسرِهم ، ومجتمعاتهم ، ويبتعدون عن العُزلة.
- تفكر هذه الشخصية بشكل أبعد : ويعني ذلك وضع مخططات للتحركات المستقبلية ، أو الاستغناء عن مكافأة ما في الوقت الحاضر ، من أجل الحصول على المزيد من المكافآت في المستقبل.
- تفكر هذه الشخصية بالوقت المُناسب لبث الأنباء : فإن كانت الأنباء سيئة ، فمن الممكن نقلها للرئيس في العمل حينما يكون في حالة هدوء أو مزاج جيد نسبياً.
- تميز هذه الشخصية نفسها عن الآخرين : وتكون مختلفة بشكل أو بآخر ، فمن الممكن أن تقوم ببذل جُهد أكبر في العمل أو أن تُفكِّر بطريقة مُختلفة عن الآخرين.
- تتصف بالاتّزان السوي.
- تتميز بالتكامل : حيث تتفاعل هذه الشخصية مع صفاتها.
- تتصف بحبها للعِلم : حيث إن الشخصية القوية تُحب تعلُّم الأمور الجديدة دائماً.
- تتخذ القرارات المُناسبة : حيث تَعرِف أن تلك القرارات لا تؤثّر في نفسها فقط بل تؤثِّر في الأشخاص المعنيين بذلك القرار ، لذا تتخذ القرارات التي تصب في مصلحة جميع الأطراف.
- تتميز بالمشاركة : تتميز هذه الشخصية بقُدرتها على تقاسم نقاط القوة لديها مع الآخرين بكُل حريّة.
كيفية بناء شخصيّة قويّة
من الممكن الحصول على الشخصية القوية عن طريق اتباع عدة خطوات ، منها ما يأتي :
قوة الذات :
تظهر قوة الذات عن طريق الالتزام بالصفات الإيجابيّة المرغوبة والمتفق على تفضيلها، كامتلاك الصفاء الداخلي الذي قد يولّد قدرة على الوصول إلى الحقيقة ، بالإضافة إلى الصدق ، والإيمان ، والأخلاق ، والعدالة التي تُكوّن قوة داخلية تؤثر في حياة الإنسان بشكل أفضل.
معرفة الذات :
تكون هذه المعرفة من خلال التعرّف الصادق على الذات ، ومن ثم تقويمها. ويكون تقويم الذات عن طريق تقويم جميع المواهب التي يمتلكها الإنسان ، والتي تتمثل في المظهر الجسدي ، والحيوية ، ونبرة الصوت ، والطاقة ، وتعبيرات العينين ، والقُدرة على الحصول على انتباه الآخرين ، حيث إن الناس يتأثرون بشخصية الإنسان أكثر من الكلام أو الشهادات التي حصل عليها..
التصرف بشكل طبيعي
قد يظن بعض الناس أنه من الممكن تحصيل قوة الشخصية عن طريق الادعاء ، فيبدأون بالتمرّن على أساليب خاصة للحصول عليها ، إلا أن هذا أمر خاطئ ، حيث إن قوة الشخصية هي من الأمور التي تتم عن طريق الاتصال بالعالم قلباً وقالباً، والتصرف بشكل طبيعي وأن يبقى الإنسان كما هو ، بحيث يمتلك شخصية خاصة به ، ويجعل له حضوراً خاصاً به.
التصرّف بقوة شخصية
إن تصرّف الإنسان وكأنه يمتلك صفة ما هو أحد الأمور التي تساعده على امتلاكها بالفعل ، لذا على الإنسان استخدام الإرادة والتصرف بأنه قوي ، من أجل الحصول على الشجاعة والابتعاد عن الضعف.
تركيز الطاقة في العمل.
يساعد تركيز الطاقة على التأثير في الآخرين ، على عكس تشتيت التركيز الذي يتسبب في فقدان الطاقة لقدرتها ، ويتم هذا الأمر عن طريق استجماع الأفكار بهدوء ، والتنفس بعُمق والتفكير في أهداف العمل.
لتحكّم بردود الفِعل
يجب أن يمتلك الإنسان موقفاً خاصاً ، فإما أن يتقبل الأمور بقناعة ، وإما أن يرفضها بأدب ، لذا يجب أن يكون ردّ الفعل اتجاه الآخرين جيداً سواء كان بالشكل الإيجابي أو السلبي.
اتخاذ القرارات بشكل ذاتي
يجب على الإنسان اتخاذ قراراته بنفسه ، دون إيكال هذه المهمة للآخرين، حيث يجب أن يفكر الإنسان بذاته ، فإن كان القرار بلا نتيجة ، فهذا الأمر سوف يساعده على فتح آفاق جديدة في العمل ، على عكس التقاعس الذي سوف يتسبب في الانسياق مع تيارات لا فائدة منها ، لذا من الممكن اتخاذ القرار عن طريق الالتزام بهذه المراحل :
- أخذ رأي الآخرين ومشاورتهم.
- اتخاذ القرار بشكل شخصي.
- تنفيذ القرار على الفور مع التوكل على الله.
- استخدام الطاقة الإضافية