إن الاتصال الرقمي هو "العملية الاجتماعية التي يتم فيها الاتصال عن بعد، بين أطراف يتبادلون الأدوار في بث الرسائل الاتصالية المتنوعة واستقبالها من خلال النظم الرقمية ووسائلها، لتحقيق أهداف معينة وهناك سلسلة من المحددات التي تضفي معنى الاتصال الرقمي" 3 نوضحها فيما يلي:
* إذا كنا نصف الاتصال الانساني في أشكاله التقليدية بأنه عملية على أساس الحركة والتدفق والاستمرارية وعلاقتها وعلاقات عناصرها ببعضها البعض، وتأثيرات السياق والبيئة الاتصالية الذي تتم فيها هذه العملية، فإن الاتصال الرقمي يزيد على ذلك بأن
العلاقات ليست بين عناصر العملية فقط ولكنها بين عناصر النظم الرقمية التي تعمل على استمرار الاتصال وتطوره.
إن تأمين العلاقات بين العناصر وأدوارها في إطار التأثيرات الاقتصادية والتقنية والمهنية، وتعتبر هذه أيضا عمليات فرعية في العملية الكلية، تتسم بالتطور والتغير المستمر والتأثيرات المتبادلة مع عناصر عملية الاتصال سواء في تيسير العملية أو
تحقيق أهدافها. على الرغم من ظهور مفهوم العزلة لوصف تعرض الأفراد إلى الشبكة العالمية
للمعلومات الانترنت- فإن البعد الاجتماعي في عملية الاتصال، مع شبكة المعلومات بجانب الاتصال الثنائي والجمعي، يظهر واضحا في التأكيد على الأدوار الاجتماعية
التي يمكن أن يقوم بها الاتصال عبر الشبكات، والتي تمثلت في كتابات الكثيرين من الخبراء بالإضافة إلى قرارات اليونسكو.
* إن الاتصال بين الأفراد هو اتصال عن بعد مهما كان مستوى الاتصال –ثنائيا أو جمعيا- ومهما كانت التقنيات المصاحبة لعملية الاتصال للتقريب بين الأطراف بالكتابة أو الصوت أو الصورة، وكلها مستحدثات توفر التقريب بين أطراف الاتصال، ولكنها
لا تجعله يقترب من مستوى الاتصال المواجهي الذي يقوم على لقاء أطراف الاتصال وجها لوجه في مكان واحد.
* إن الاتصال وإن كان يتم عن بعد، إلا أن مستحدثات النظم الرقمية وفرت مقومات الاتصال المواجهي مثل دائرية الاتصال وتبادل الادوار الاتصالية وتدعيم وظائفها. فالنظم الرقمية ومستحدثاتها ضرورية لتحقيق الاتصال ووظائفه، ولا يقوم الاتصال
السلكي أو اللاسلكي مقامه ما دام لا يعتمد على النظم الرقمية، لأن النظم الرقمية ومستحدثاتها هي التي أضفت على هذا المفهوم طابعه الخاص بما توفره من مزايا وخصائص لا تتوفر في الأشكال التقليدية للاتصال.
* لا تختلف عناصر الاتصال في هذا المفهوم عن العناصر المعروفة للاتصال بأشكاله التقليدية ولكنه يزيد عنها في ضرورة توفر أجهزة الترميز الرقمية في الارسال والاستقبال بالإضافة إلى أجهزة الاتصال ذاتها في المستويات المختلفة للاتصال.
* تعتبر القراءة والكتابة والثقافة الكمبيوترية من المهارات الضرورية لأطراف الاتصال الرقمي نظرا لمتطلبات التعامل مع وحدات الحاسب وتعليماتها في البداية، ثم طبيعة الرسالة الرقمية التي تحتاج إلى عمليات ومعالجات مكتوبة لتحريرها او إرسالها
واستقبالها.
* يتسم الاتصال المواجهي بمعرفة أطراف الاتصال لبعضهم البعض وتؤثر هذه المعرفة في مستويات تأثير عملية الاتصال بجانب تأثير السالة ذاتها. ففي الاتصال الجماهيري من خلال وسائل الإعلام فإنه عادة ما يكون القائم بالاتصال معروفا لدى
جماهير المتلقين أيضا، بينما لا يكون جمهور المتلقين معروفا لدى القائم بالاتصال. أما في الاتصال الرقمي فإنه ما لم يستهدف الاتصال شخصا بذاته أو جماعة معينة من خلال وسائل الاتصال الرقمي مثل البريد الالكتروني والحوار والمحادثات ومجموعات
الأخبار او قوائم البريد أو الأصدقاء، فإنه في كثير من الاحوال لا يكون القائم بالاتصال معروفا في المواقع المختلفة التي يستهدفها المتلقي أو المستخدم. ففي هذه المواقع،
سوف يتجول المتلقي بين مليارات الصفحات لموضوعات متعددة لباحثين أو كتاب معروفين والغالبية العظمى لآخرين مجهولين بالنسبة للمتلقي.
