لم تقرر الشريعة الإسلامية للطفل حقوقا بعد الولادة فقط،وإنما قررت له حقوقا قبل ذلك،وهو لايزال جنينا في بطن أمه،بل أكثر من ذلك جعلت له حقوقاً قبل أن تحمل به أمه ؛كحقه في اختيار أمه،فعن عائشة وقالت:قال الرسول (تخيروا لنطفكم ،وانكحوا الأكفاء ،وأنكحوا إليهم)،وحقة في ألا يقع خارج مؤسسة الزواج ،فمن حق الجنين أن لايوجد إلا في علاقة شرعية آمنة يخرج فيها الطفل بين أبوين شرعيين
وأما حقوقه وهو جنين فابزرها ما يأتي أولاً :الحق في الحياة فللجنين الحق في الحياة،فلا يجوز التعرض له بقتل أو إجهاض ،ما دام قد نفذ فيه الروح؛لأنه إنسان والاعتداء عليه محرم مجرم شرعا
ثانياً:الإنفاق عليه.فيجب على ولي الطفل أن ينفق على أمه ،ولو كانت مطلقة بإجماع العلماء ؛القول الله تعالى :(وَإِن كُنَّ أَوَلَتِ حَملِ فَأَنفِقُوا عَلَيْنَ حَتَّى يَضَعْنَ حَمَلَهُنّ) (الطلاق:6)
ثالثاً:حقه في الحماية من الضرر. من حق الأولاد أن يأتوا للوجود أصحاء خالين من العلل التي من الممكن تفاديها ،فينبغي التحرز من الأمراض الوراثية التي قد تظهر على الأولاد
رابعاً:حقوق المالية. اللجنين حقوق مالية ،منها:الحق في الإرث؛ فلو مات أحد مورثيه، وهو لايزال حملا ،وقف تقسيم التركة حتى يتبين ،فإن طالب الورثة بالقسمه ،لم يعطوا كل المال .ومن حقوقه المالية :أن تقبل الوصية له ،فتحفظ حتى يولد .
حقوق الطفل بعد الولادة كفلت الشريعة للطفل في المرحلة مابين. الولادة والبلوغ جملة من الحقوق ، ومن أهمها الحقوق الآتية :أولاً
:حق الرعاية النفسية والصحية
وتتجلى حماية هذا الحق من خلال مايلي :
١-حقه في الرضاعة :فيلزم الأم الخالية من العذر الشرعي إرضاع مولودها ؛القول الله تعالى:( وَ الْوَلِداتُ يُرْضِعْنَ أَوَلَدَهنَّ حَوْلَيْنِ لَمِن أراد أن يُتم الرضاعة ) (البقرة :٢٣٣)،وعلى وليه نفقة هذه المرضع مدة الرضاع ،لقوله تعالى :(وَعَلَى الْوَلودِ بَهُ .رزقُهُنَّ وَكوَنَ بالمعروف لاتكلف نفس إلا وُسّعها لا تُضَارَ وَالِدَة بوَلَدِهَا وَلا مَوْلُود له ،بِوَلَدِهِ ،وَعَلَى آلوارث مثل ذلك ) (البقرة:٢٣٣)
٢-الحضانة:وهي الالتزام بحفظ الطفل وتربيته وتعهده ،وقد قرر الإسلام في سبيل الصحة النفسية للطفل ،أن تكون حضانته من حق أمه في حال الطلاق مالم تتزوج
٣-العدل بين الأولاد :ولما كان التمييز بين الأولاد ،وتفضيل بعضهم على بعض في المعاملة عاملا مهما في التأثير السلبي على الناحية النفسية سواء له أو لإخوته ، دعا الإسلام للعدل مع الأولاد
٤-حسن المعاملة :فالطفل بحاجة إلي معاملة حسنة تحفظ له كرامته ،وتعزز من شخصيته ،فسوء التعامل الرحيم مع الصغار
ثانياً :حق التربية والتعليم
لعل أبرز رسالة الأسرة في تربية الأطفال قول النبي فقال :(ما من مولود إلا يولد على الفطرة ،فأبواه يهودانه ،أو ينصرانه ،أو يمجسانه )