نعم، من الظلم تأخير الأجرة عن العامل. وذلك لأن العامل قد بذل جهدًا وعملًا مقابل أجره، وتأخير الأجرة عنه يعد حرمانه من حقه المشروع، وهو ما يُعد ظلمًا وعدوانًا.
ويستند هذا الحكم إلى عدة أمور، منها:
- الوفاء بالعقود: فقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1].
- حق العامل: فالعامل له حق في أجره مقابل عمله، وهذا الحق مُقرر شرعًا وقانونًا.
- الضرر الذي يلحق بالعامل: فعدم صرف الأجرة للعامل يلحق به ضررًا، فقد يكون محتاجًا إلى أجره لتأمين احتياجاته الأساسية، وقد يكون له التزامات مالية لا يستطيع الوفاء بها دون أجره.
وقد وردت أحاديث نبوية شريفة تُؤكد على وجوب صرف الأجرة للعامل في موعدها، منها:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مطل الغني ظلم".
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره".
وبناءً على ما سبق، فإن تأخير الأجرة عن العامل يعد ظلمًا وعدوانًا، ويحرم العامل من حقه المشروع، وهو ما يُعد أمرًا غير مقبول شرعًا وقانونًا.
وهناك بعض الحالات التي قد يُبرر فيها تأخير الأجرة عن العامل، مثل:
- وجود ظروف قاهرة خارجة عن إرادة صاحب العمل، مثل أزمة مالية أو غيرها.
- وجود خطأ من العامل يُبرر تأخير الأجرة، مثل إهمال العمل أو ارتكاب مخالفة.
ولكن في هذه الحالات، يجب على صاحب العمل أن يُوضح للعامل سبب التأخير، وأن يُحدد موعدًا محددًا لصرف الأجرة.