التفسير الموسع
تروي قصة المقترض الأمين أن رجلاً من بني إسرائيل احتاج إلى مال، فطلب من أحدهم أن يعطيه مالًا ويعاود رده بعد فترة. وافق صاحب المال على ذلك، ولكن اشترط عليه أن يأتي بشاهد يشهد على أنه أخذ المال.
رفض المقترض أن يأتي بشاهد، وقال: "أليس الله يرانا و يسمعنا ؟ فهو شهيدٌ على أنني أخذت المال و سأعيده".
قام المقترض بحفر فتحةٍ صغيرةٍ في خشبةٍ ووضع فيها المال مع ورقة إلى صاحب المال. ثم سد الفتحة و وقف أمام البحر. وقال المقترض: "اللهم انك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ( اقترضت منه ) الف ديناراً , فسألني كفيلاً , فقلت : كفى بالله كفيلاً , فرضي بك , وسألني شهيداً , فقلت : كفى بالله شهيداً".
بعد ذلك، رمى المقترض الخشبة في البحر.
في اليوم التالي، مر رجلٌ على شاطئ البحر، فوجد الخشبة. فتح الفتحة ووجد المال والورقة. فذهب الرجل إلى صاحب المال وأخبرها بما وجد.
فرح صاحب المال بأمانة المقترض، وكافأه بألف دينار أخرى.
لا توجد تفاصيل محددة في القصة عن المكان الذي حدثت فيه. ولكن، يمكن استنتاج أن المكان كان إحدى المدن الصحراوية، وذلك لعدة أسباب:
- القصة تدور حول رجل من بني إسرائيل، الذين كانوا يسكنون في فلسطين، وهي منطقة صحراوية.
- الرجل الذي وجد الخشبة كان يمر على شاطئ البحر، وهو مكان شائع في المناطق الصحراوية.
- القصة تتحدث عن رمي الخشبة في البحر، وهو أمر ممكن فقط في المناطق الساحلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القصة تؤكد على أهمية الأمانة، وهي قيمة أخلاقية مهمة في المجتمعات الصحراوية، حيث يعتمد الناس على بعضهم البعض بشكل كبير.