الآية الكريمة "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" وردت في سورة الإسراء، وهي السورة رقم 17 في القرآن الكريم. وهي سورة مكية، أي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
تتحدث الآية الكريمة عن حق الوالدين على أبنائهم، وتأمرهم بالإحسان إليهما، حتى وإن بلغا الكبر، وأن يحسنوا إليهما القول والفعل، وأن يدعوا الله أن يرحمهما.
أما تفسير الآية الكريمة، فكما يلي:
- قوله تعالى: "ولا تقل لهما أف": أي لا تقل لهما كلمة "أف" التي هي كلمة تعبر عن الضجر والتبرم، ولا تقول لهما أي كلمة فيها إشارة إلى التقليل من شأنهما، أو إلى إظهار الملل منهما.
- قوله تعالى: "ولا تنهرهما": أي لا تزجرهما، ولا ترفع صوتك عليهما، ولا تخاطبهما بكلمات خشنة أو قاسية.
- قوله تعالى: "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا": أي ادع الله أن يرحمهما كما رحماك في صغرك، وأن يثيبك على إحسانك إليهما.
وهذه الآية الكريمة من أهم الآيات التي تتحدث عن حق الوالدين، وهي تبين أن بر الوالدين من أهم الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل.
وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على بر الوالدين، منها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أبر والديه، فكأنما عبد الله ألف سنة".
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين".
ولذلك، فإن على كل مسلم أن يحرص على بر والديه، وأن يحسن إليهما في كل وقت، حتى وإن كانا قد بلغا الكبر، أو كانا قد عصياه.