العبارة صحيحة، فالعقل البشري لا يدرك الأشكال الكلية ويدرك الجزيئات، وذلك وفقًا لنظرية الجشطالت التي تُعد أحد أهم النظريات في علم النفس الإدراكي.
تُعرف نظرية الجشطالت بأنها "نظرية الإدراك التي تؤكد على أن السلوك البشري يتم تنظيمه في أشكال كلية أو هياكل ذات معنى". وترى هذه النظرية أن الإدراك البشري لا يتم على أساس العناصر الفردية، بل على أساس الأشكال الكلية التي تتكون من هذه العناصر.
وبناءً على هذه النظرية، فإن العقل البشري لا يدرك الأشكال الكلية كمجموعة من الجزيئات المنفصلة، بل يدركها ككل متكامل له معنى خاص. فمثلًا، عندما نرى وجه شخص ما، لا نرى مجموعة من العينين والأنف والفم والشعر، بل نرى وجهًا كاملًا له معنى خاص.
وهناك العديد من الأمثلة التي تدعم هذه النظرية، مثل:
- ظاهرة الإكمال البصري: حيث يميل العقل البشري إلى إكمال الأشكال الغير مكتملة، وذلك بناءً على توقعاته حول الشكل الكامل. فمثلًا، عندما نرى نصف دائرة، فإننا نميل إلى استكمالها في عقلنا لتصبح دائرة كاملة.
- ظاهرة التشابه: حيث يميل العقل البشري إلى تجميع الأشياء المتشابهة معًا، وذلك بناءً على تشابهها في الشكل أو الحجم أو اللون أو أي عامل آخر. فمثلًا، عندما نرى مجموعة من النقاط السوداء على خلفية بيضاء، فإننا نميل إلى تجميعها معًا لتشكل شكلًا معينًا.
- ظاهرة التقارب: حيث يميل العقل البشري إلى تجميع الأشياء القريبة معًا، وذلك بناءً على قربها المكاني. فمثلًا، عندما نرى مجموعة من النجوم في السماء، فإننا نميل إلى تجميعها معًا لتشكل مجرة.
وهذه الأمثلة توضح أن العقل البشري لا يدرك الأشياء كمجموعة من الجزيئات المنفصلة، بل يدركها كأشكال كلية لها معنى خاص.