يقصد بالميراث في الآية الكريمة (يرثني و يرث من آل يعقوب) وراثة النبوة والحكمة والصلاح.
فبالنسبة لوراثة النبوة، فقد كان زكريا عليه السلام من نسل يعقوب عليه السلام، وكان من الأنبياء الذين سبقوا محمد صلى الله عليه وسلم. ولذلك كان من الطبيعي أن يرث زكريا عليه السلام نبوة والده يعقوب عليه السلام.
أما بالنسبة لوراثة الحكمة والصلاح، فقد كان زكريا عليه السلام من عباد الله الصالحين، وكان يتمتع بحكمة بالغة. ولذلك كان من الطبيعي أن يرث ابنه يحيى عليه السلام حكمة والده وصلاحه.
وهذا التفسير هو التفسير الأكثر شيوعًا بين المفسرين. وقد ورد في تفسير الطبري: "يقول: يرثني من بعد وفاتي مالي، ويرث من آل يعقوب النبوة، وذلك أن زكريا كان من ولد يعقوب."
وهناك تفسير آخر يرى أن المقصود بالميراث هنا هو وراثة المال. وذهب إلى هذا الرأي بعض المفسرين، منهم ابن جرير الطبري. وقد استدل الطبري على هذا الرأي بقراءة بعض القراء للآية (يرثني و يرث) بالنصب، بدلًا من الرفع.
ولكن هذا التفسير أقل شيوعًا من التفسير الأول، وهو غير معتمد على السياق العام للآية. فالآية تتحدث عن طلب زكريا عليه السلام من الله تعالى أن يرزقه الولد، وأن يجعله نبيًا. ولذلك فإن التفسير الأول الذي يشير إلى وراثة النبوة والحكمة هو التفسير الأكثر منطقية.
وخلاصة القول، فإن المقصود بالميراث في الآية الكريمة (يرثني و يرث من آل يعقوب) هو وراثة النبوة والحكمة والصلاح. وهذا التفسير هو التفسير الأكثر شيوعًا بين المفسرين، وهو التفسير الذي يتوافق مع السياق العام للآية.