في عصر ما قبل الطباعة، كانت المادة المكتوبة عزيزة الثمن لعدة أسباب. أولاً، كان إنتاجها يتطلب الكثير من الوقت والجهد. كان على الكتبة أن ينسخوا كل حرف يدويًا، مما كان عملية بطيئة ومستهلكة للوقت. ثانيًا، كانت المواد الخام اللازمة للطباعة باهظة الثمن. كان على الكتبة أن يستخدموا ورقًا جيدًا وأقلامًا جيدة، مما كان يزيد من تكلفة الإنتاج. ثالثًا، كانت أسواق المواد المكتوبة محدودة. كان عدد الأشخاص الذين يستطيعون القراءة والكتابة صغيرًا نسبيًا، مما كان يقلل من الطلب على المواد المكتوبة.
نتيجة لهذه العوامل، كانت المادة المكتوبة مصدرًا للوزن في عصر ما قبل الطباعة. كان يعتبر رمزًا للسلطة والثروة، وكان يُستخدم غالبًا لأغراض احتفالية أو دينية. على سبيل المثال، كانت الكتب المقدسة والمخطوطات التاريخية تعتبر ذات قيمة كبيرة، وكانت غالبًا ما تُزين بزخارف غنية.
فيما يلي بعض الأمثلة المحددة على كيفية تأثير تكلفة المواد المكتوبة على المجتمع في عصر ما قبل الطباعة:
- كان التعليم محدودًا. كان من الصعب على الناس الحصول على الكتب والمخطوطات، مما جعل التعليم باهظ الثمن أو غير متاح.
- كان تبادل المعلومات محدودًا. كان من الصعب نشر المعلومات الجديدة، مما أبطأ عملية التعلم والاكتشاف.
- كان التعبير عن الذات محدودًا. كان من الصعب على الناس نشر أفكارهم وآرائهم، مما أدى إلى ثقافة أكثر تقليدية.
مع اختراع الطباعة الميكانيكية في القرن الخامس عشر، أصبحت المادة المكتوبة أكثر سهولة في الإنتاج وأقل تكلفة. أدى هذا إلى زيادة انتشار التعليم والمعرفة، وتغيير الطريقة التي يتواصل بها الناس مع بعضهم البعض.