الفرق بين قول الكاتب ( وقد يمجه الظمآن ولا يستسيغ تناوله ) وقول أحدنا ( وقد يمجه الإنسان ولا يستسيغ تناوله ) هو أن الأول أبلغ من الثاني. وذلك لأن كلمة "الظمآن" تشير إلى الشخص الذي يعاني من العطش الشديد، ووجود هذه الكلمة في الجملة يبرز المفارقة بين رغبة الظمآن في الماء ورفضه له. أما كلمة "الإنسان" فهي أعم وأشمل من كلمة "الظمآن"، وبالتالي فإن الجملة الثانية أقل بلاغة من الجملة الأولى.
وإليك شرح مفصل للمعنى في كلتا الجملتين:
الجمله الأولى:
- "قد" حرف احتمال.
- "يمجه" فعل مضارع مبني على السكون علامة الجزم لأنه فعل مضارع مجزوم بـ "قد".
- "الظمآن" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
- "ولا" حرف عطف.
- "يستسيغ" فعل مضارع مبني على السكون علامة الجزم لأنه فعل مضارع مجزوم بـ "لا".
- "تناوله" مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
المعنى: قد يشرب الظمآن الماء ولكنه لا يستسيغه.
الجمله الثانية:
- "قد" حرف احتمال.
- "يمجه" فعل مضارع مبني على السكون علامة الجزم لأنه فعل مضارع مجزوم بـ "قد".
- "الإنسان" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
- "ولا" حرف عطف.
- "يستسيغ" فعل مضارع مبني على السكون علامة الجزم لأنه فعل مضارع مجزوم بـ "لا".
- "تناوله" مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
المعنى: قد يشرب الإنسان الماء ولكنه لا يستسيغه.
كما ذكرنا سابقًا، فإن كلمة "الظمآن" تشير إلى الشخص الذي يعاني من العطش الشديد، ووجود هذه الكلمة في الجملة الأولى يبرز المفارقة بين رغبة الظمآن في الماء ورفضه له. فالعطش الشديد يجعل الإنسان يشعر بالحاجة الماسة إلى الماء، ولكن إذا كان الماء الذي يجده غير صالح للشرب، فإنه سيرفضه حتى لو كان يعاني من العطش الشديد.
أما كلمة "الإنسان" فهي أعم وأشمل من كلمة "الظمآن"، وبالتالي فإن الجملة الثانية أقل بلاغة من الجملة الأولى. فكلمة "الإنسان" يمكن أن تشير إلى أي شخص، سواء كان يعاني من العطش الشديد أم لا. وبالتالي، فإن رفض الإنسان للماء في الجملة الثانية قد يكون بسبب عدم رغبته في الشرب، وليس بسبب عدم صلاحية الماء للشرب.
وبناءً على ما سبق، فإن الجملة الأولى هي الجملة الأكثر بلاغة من بين الجملتين، وذلك لأن كلمة "الظمآن" تبرز المفارقة بين رغبة الظمآن في الماء ورفضه له.