القيم الدينية في العون والمساعدة
العون والمساعدة من القيم الدينية الهامة التي تحث عليها جميع الأديان السماوية، وذلك لما لها من أثر إيجابي على الفرد والمجتمع. وفيما يلي بعض الأدلة على هذه القيم من الأبيات الدينية:
في القرآن الكريم
- قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].
في هذه الآية الكريمة، يأمر الله تعالى عباده بالتمسك بحبله، أي دينه، وعدم التفرق. وهذا يدل على أهمية التعاون والترابط بين المسلمين، وعدم الانقسام والاختلاف.
- قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2].
في هذه الآية الكريمة، يأمر الله تعالى عباده بالتعاون على البر والتقوى. وهذا يدل على أهمية مساعدة الآخرين في الأعمال الصالحة، كالصدقة، وصلة الرحم، ومساعدة المحتاجين.
- قوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة: 197].
في هذه الآية الكريمة، يخبر الله تعالى عباده أنه يعلم كل ما يفعلونه من خير، سواء كان ظاهرًا أو باطنًا. وهذا يدل على أهمية مساعدة الآخرين، حتى لو كانت هذه المساعدة غير معروفة.
في السنة النبوية
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".
في هذا الحديث الشريف، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ساعد مؤمنًا في حل مشكلة من مشاكله في الدنيا، فإن الله تعالى سيساعده في حل مشكلة من مشاكله يوم القيامة.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو يطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة له أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا".
في هذا الحديث الشريف، يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن مساعدة الناس من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأنها أفضل من الاعتكاف في المسجد شهرًا كاملًا.
التفسير الموسع
من خلال هذه الأدلة، يتضح أن العون والمساعدة من القيم الدينية الهامة التي تحث عليها جميع الأديان السماوية. فهما من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد من الله تعالى، وتعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
وفيما يلي بعض الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع من العون والمساعدة:
-
الفوائد الفردية:
- تزيد من شعور الفرد بالسعادة والرضا عن نفسه.
- تجعله أكثر قدرة على تحمل الشدائد والمشاكل.
- تنمي روح التعاون والترابط بينه وبين الآخرين.
-
الفوائد الاجتماعية:
- تساهم في بناء مجتمع مترابط ومتعاون.
- تقلل من انتشار الفقر والبطالة.
- تزيد من الاستقرار والأمن الاجتماعي.
ولذلك، يجب على كل فرد أن يحرص على مساعدة الآخرين، كلما استطاع، حتى يساهم في بناء مجتمع أفضل.