أول من افترض أن المادة تتكون من دقائق صغيرة تسمى الذرات هو الفيلسوف اليوناني ديموقريطس (460 - 370 قبل الميلاد)، الذي عاش في مدينة أبدرة في شمال غرب تركيا. وقد أطلق ديموقريطس على هذه الدقائق اسم "الذرات" (atomoi)، وهي كلمة يونانية تعني "غير قابل للتقسيم".
كان ديموقريطس يعتقد أن الذرات هي المكونات الأساسية للمادة، وأنها تختلف عن بعضها البعض في الشكل والحجم والوزن. كما كان يعتقد أن الذرات تتحرك باستمرار، وأنها تتحد مع بعضها البعض لتشكل الأشياء المختلفة التي نشاهدها في العالم.
لم تلق نظرية ديموقريطس قبولًا واسعًا في عصره، ولكن تم إحياؤها في القرن السابع عشر من قبل الفيلسوف الإنجليزي جون لوك (1632 - 1704). وقد ساهمت أعمال لوك في تطوير النظرية الذرية الحديثة، والتي تم إثباتها من خلال التجارب العلمية في القرن التاسع عشر.
فيما يلي بعض الأدلة التي تدعم نظرية الذرة:
- يمكن تقسيم المواد الصلبة إلى قطع أصغر وأصغر، ولكن في النهاية يصل المرء إلى أصغر جزء لا يمكن تقسيمه، وهو الذرة.
- يمكن تغيير شكل المادة من خلال تطبيق الحرارة أو الضغط، ولكن هذا لا يؤدي إلى تغيير مكوناتها الأساسية.
- يمكن تحويل المواد إلى مواد أخرى من خلال التفاعلات الكيميائية، ولكن هذا لا يؤدي إلى تدمير الذرات التي تتكون منها هذه المواد.
بناءً على هذه الأدلة، يمكن القول أن نظرية الذرة هي نظرية علمية قوية، وقد ساهمت بشكل كبير في فهمنا للمادة وسلوكها.