الآية الكريمة "لكي لا تأسوا على ما فاتكم" من سورة الحديد، وهي من الآيات التي تتحدث عن سعة علم الله تعالى وسبق تقديره للأمور. فالله تعالى يعلم كل ما سيحدث في الكون، سواء كان خيرًا أو شرًا، وقد كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض.
ومعنى الآية الكريمة أن الله تعالى أخبر عباده بهذه الحقيقة، حتى لا يأسوا على ما فاتهم من خير، ولا يفرحوا بما آتاهم من نعمة، لأن كل ذلك قد كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ.
وتفسير الآية الكريمة ممتد إلى عدة جوانب، منها:
- الجانب الإيماني: تحث الآية الكريمة المسلم على التوحيد والإيمان بالله تعالى وقدرته المطلقة على كل شيء. فالله تعالى هو الذي يقدر كل شيء، ويعلم ما سيحدث قبل أن يحدث، فلا يجوز للإنسان أن يأس على ما فاته، ولا يفرح بما آتاه، لأن كل ذلك بيد الله تعالى.
- الجانب التربوي: تحث الآية الكريمة المسلم على الصبر والرضا بقضاء الله تعالى وقدره. فالله تعالى هو الذي يقدر كل شيء خيرًا كان أو شرًا، والإنسان لا يعلم ما هو خير له وما هو شر، لذلك يجب عليه أن يصبر على ما يصيب، ويرضى بقضاء الله تعالى وقدره.
- الجانب النفسي: تحث الآية الكريمة المسلم على التخلص من التعلق بالدنيا وزينتها. فالله تعالى هو الذي يعطي المال والصحة والسعادة، وهو أيضًا الذي يأخذها، لذلك يجب على الإنسان أن لا يتعلق بالدنيا، ولا يأس على ما يفقد منها، لأن كل ذلك بيد الله تعالى.
وفيما يلي بعض الأمثلة على تطبيق الآية الكريمة في الحياة العملية:
- مثال على الصبر على ما فاته: رجل فقد وظيفته، فكان حزينًا على ذلك، لكنه تذكّر الآية الكريمة، فصبر على ما فاته، وبحث عن وظيفة أخرى.
- مثال على الرضا بقضاء الله تعالى وقدره: امرأة توفي زوجها، فكانت حزينة على فراقه، لكنها تذكّرت الآية الكريمة، فرضّت بقضاء الله تعالى وقدره، وصبرَت على ما فاتها.
- مثال على التخلص من التعلق بالدنيا: رجل كان يحرص على المال والصحة، ففقدهما، فشعر بالحزن والندم، لكنه تذكّر الآية الكريمة، فتخلص من التعلق بالدنيا، ورضى بما قسمه الله تعالى له.
وهكذا، فإن الآية الكريمة "لكي لا تأسوا على ما فاتكم" لها معانٍ عميقة وفوائد عظيمة، فهي تحث المسلم على التوحيد والإيمان بالله تعالى، وعلى الصبر والرضا بقضاء الله تعالى وقدره، وعلى التخلص من التعلق بالدنيا.