يستحب أن يقف الإمام في الصلاة على الميت إذا كان رجلاً عند رأسه، وذلك لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على رجل فقام عند رأسه، وعلى امرأة فقام عند عجيزتها".
وأما إذا كانت المرأة، فيستحب أن يقف الإمام عند وسطها، وذلك لما رواه سمرة بن جندب رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على امرأة فقام عند وسطها".
وهذه السنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعمل بها الصحابة والتابعون، وعليه جمهور الفقهاء.
وهناك عدة فوائد من وقوف الإمام عند رأس الرجل ووسط المرأة في صلاة الجنازة، منها:
- أن هذا هو المكان الذي يكون فيه الإمام أقرب إلى وجه الميت، فيتمكن من الدعاء له والترحم عليه.
- أن هذا هو المكان الذي يكون فيه الإمام أقرب إلى المأمومين، فيتمكن من إسماعهم التكبيرات والدعاء.
- أن هذا هو المكان الذي يكون فيه الإمام أستر للميت، خاصة إذا كانت المرأة.
وأما عن حكم وقوف الإمام عند صدر الرجل وصدر المرأة، فقد ذهب إليه بعض الفقهاء، واحتجوا بأن الصدر موضع القلب، وفيه نور الإيمان، فيكون القيام عنده إشارة لإيمان الميت.
ولكن الراجح هو قول الجمهور، وهو أن السنة أن يقف الإمام عند رأس الرجل ووسط المرأة.