مشروعية الاستغفار بعد الصلاة المفروضة مباشرةً:
الاستغفار بعد الصلاة المفروضة مباشرةً مشروعٌ ومستحبٌ، وهو من السنن المؤكدة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها:
- عن ثوبان رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثًا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام". (رواه مسلم).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة المكتوبة استغفر ثلاثًا، وكبر ثلاثًا، وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". (رواه الترمذي).
وأما تعليل مشروعية الاستغفار بعد الصلاة المفروضة مباشرةً، فهو:
- تذكيرٌ للمرء أن لا يغتر بعمله الصالح، وأنه يحتاج إلى المغفرة؛ لإكمال نقصه، وخلله:
فالصلاة هي أعظم العبادات بعد الشهادتين، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ومع ذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار بعد الصلاة، وذلك ليعلمنا أن لا نعجب بعملنا الصالح، وأن نطلب المغفرة من الله تعالى؛ لإكمال نقصه، وخلله.
فبعد أن يؤدي المسلم الصلاة، ويقف بين يدي الله تعالى، ويناجيه ويدعوه، فإنه يطلب منه العون على طاعته، والثبات عليها، وهدايته إلى الصراط المستقيم.
التوبة بعد الصلاة:
التوبة هي الرجوع إلى الله تعالى بعد الذنب، وهي من أعظم الأعمال التي يحبها الله تعالى، ويجب على المسلم أن يحرص عليها في جميع الأوقات، ولا سيما بعد الصلاة المفروضة، وذلك لأن الصلاة توجب المغفرة، كما قال الله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت: 45].
وأما تعليل مشروعية التوبة بعد الصلاة، فهو:
- أن الصلاة توجب المغفرة، ولكن لا بد من التوبة الصادقة النصوح من الذنوب التي وقع فيها المسلم قبل الصلاة، أو بعد الصلاة، أو في أثناء الصلاة:
فإن لم يتب المسلم من ذنوبه، فقد يحرم من أجر الصلاة، وقد يتعرض للعقاب من الله تعالى.
- أن التوبة بعد الصلاة تجعل المسلم في حالة من القرب من الله تعالى، والاستعداد لقبول المزيد من الطاعات:
فإن تاب المسلم من ذنوبه، فإنه يكون قد أصلح ما بينه وبين الله تعالى، وأصبح أهلًا لقبول المزيد من الطاعات، ونيل المزيد من الأجر والثواب.
وعليه، فإن الاستغفار بعد الصلاة المفروضة مباشرةً، والتوبة من الذنوب التي وقع فيها المسلم قبل الصلاة، أو بعد الصلاة، أو في أثناء الصلاة، هما من الأمور التي توجب على المسلم أن يحرص عليها، ويجعلها من عادته اليومية.